أبدى عدد من زوّار المنطقة التاريخية بجدة صباح أمس استياءهم من الطريقة التشغيلية لنظام مواقف السيارات «مدفوعة الأجر» في المنطقة الخاضعة للأجرة (النظام الآلي)، مطالبين بتمديد فترة التوعية للجمهور وإجراء تحسينات- حسب وصفهم- في نظام التشغيل حتى يحقق الهدف المرجو منه، وهو تنظيم عملية استخدام المواقف وتمكين أكبر عدد ممكن من الاستفادة من الموقف الواحد. انطباعات السائقين وفي جولة لـ(المدينة) داخل المنطقة الدائرية الخاضعة للأجرة من شارع الملك عبدالعزيز المتقاطع من شارع الذهب وحتى ميدان البيعة رصدنا انطباعات السائقين عن المشروع، حيث يقول صالح الشهري: «لي مراجعة عند أحد البنوك- استغرقت زهاء الساعة- وقمت بإيقاف سيارتي في أحد المواقف الخاضعة للأجرة دون علم مني بذلك، وعندما خرجت تفاجأت بأحد المراقبين يحرر لي مخالفة- قيمتها (75) ريالا- بعد أن صور السيارة، وبعد الاستفسار منه أوضح لي عن المشروع، وهو بلا شك مشروع حيوي وإيجابيي، لكن الإشكالية في آلية عمله وتطبيقه». معاناة الشهري لم تقف عند هذا الحد، فعندما أراد أن يسدد المخالفة- على مضض منه- عند الجهاز لم يقبلها منه، وحاول المراقب مرارًا وتكرارًا أيضًا كمساعدة منه لكن دون جدوى، ليقوم بوضع رصيد داخل حسابه حتى يتمكن من السداد بشكل آخر. موقف لساعة أمّا عبدالجليل محمد ويعمل موظفًا في الخطوط الجوية الليبية بجدة، فقد وجد معاناة في الحصول على نقود معدنية من أجل أن سداد أجرة موقف لساعة واحدة (3) ريالات، حيث إن الجهاز لا يقبل سوى النقود المعدنية في حال السداد لساعة واحدة، وبعد معاناة تحت أشعة الشمس الحارقة حصل على ثلاثة ريالات من فئة النقود المعدنية ليهرول مسرعا إلى بنك مجاور من أجل إنهاء إجراء متعلق ببعثة الحجاج الليبيين- حسب وصفه- وعند أحد الأجهزة وقفنا على حوار دار بين مواطن وأحد المراقبين، وملخصه أن المراقب أوضح للمواطن أحمد باقديم، أنه في حال قطع تذكرة موقف لساعة واحدة وتأخر السائق في الخروج بعد الساعة فإنه يتم احتساب ذلك مخالفة حتى ولو كان لدى السائق رصيد في الحساب! وبعد أن فرغا من الحوار توجهنا للمواطن والذي قال: «كلنا فرحنا بهذا المشروع والذي يهدف إلى توفير المواقف للزوار في قلب المنطقة التاريخية، ولكن يبدو أن هذه المرة الأولى والأخيرة، التي سأقف فيها، فبهذه الطريقة سيهرب الزوار إلى مواقف أخرى مجاورة (مواقف الكورنيش) دون أي تعقيدات، لأن هدف الشركة المشغلة لهذا المشروع هو جباية الأموال واستغلال حاجة الناس لها» مشيرا إلى أن الجهاز لا يقبل من الفئات الورقية سوى 20 ريالا -50- 100 ريال». التذمر من الخلل مشاهد المدينة لانطباعات الزوار لم تقف عند ذلك، فقد وجدنا أيضا أحدهم يتذمر من خلل في النظام، حيث إن الجهاز لم يستعد الرقم السري لحسابه، الذي أنشأه في اليوم الأول للتشغيل الفعلي للمشروع بعد أن وضع فيه مبلغ 50 ريالا، ووقف حائرا، فيما كان الرد جاهزا من المراقب – المغلوب على أمره - «عليك إنشاء حساب جديد».. وبحسب الدليل الإرشادي للمشروع فإن الأوقات الخاضعة للأجرة هي من يوم السبت وحتى يوم الخميس من الساعة 8 صباحا وحتى 11 مساء، وإذا لم يتم تسديد المخالفة قبل موعد الاستحقاق فإن السائق يعرض سيارته للسحب، وإذا تراكمت أجرة الحجز يتحتم السداد قبل الإفراج عن السيارة، كما أنه قد تعطى بيانات المركبة لجهات مختصة (لم تسم) لعرقلة بعض المعاملات ! المزيد من الصور :
مشاركة :