حذفت وزارة الدفاع الروسية ما سبق لها أن وصفتها بـ"الأدلة التي لا تقبل الدحض"، والتي زعمت أنها تُظهر دعم الولايات المتحدة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وذلك بعدما كشف مستخدمو وسائل التواصل أنها مزيفة وتعود إلى تسجيلات سبق وبثها الجيش العراقي وأخرى من ألعاب فيديو. وكانت الوزارة الروسية قد نشرت سلسلة من الصور عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي زعمت أنها تُظهر رفض القوات الأمريكية استهداف قوافل تابعة لتنظيم داعش كانت تغادر مدينة البوكمال السورية في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، متهمة القوات الأمريكية بأنها تدخلت لمنع قصف الجانب الروسي للقافلة، ما سمح للمسلحين بالتحرك وإعادة الانتشار. وتظهر في الصور ما قالت الوزارة إنها عبارة عن صور جوية لقافلة داعش المزعومة، مضيفة أن واشنطن تستخدم التنظيم لتعزيز مصالحها في الشرق الأوسط، ولكن مستخدمي الانترنت سرعان ما اكتشفوا أن الصور تعود حقيقة إلى مجموعة من اللقطات الجوية التي تعود للقوات العراقية. فعلى إحدى الصور، كتبت وزارة الدفاع الروسية أن القافلة التي تظهر تعود لداعش وهي بطريقها لمغادرة البوكمال الواقعة على الحدود بين العراق وسوريا، في حين أن الصور تعود في الحقيقة إلى فيديو نشره الجيش العراقي في يونيو/حزيران 2016 يُظهر ضربة جوية للتحالف الدولي والقوات العراقية على قافلة لداعش كانت تفر من الفلوجة، قد قال الجيش العراقي آنذاك إن الضربة أدت إلى مقتل 440 عنصرا من داعش وتدمير 688 آلية للتنظيم. وبالنظر على صورة ثانية من الصور التي نشرتها الوزارة الروسية سيظهر أنها صورة معدلة من فيديو ترويجي للعبة "غان شيب". ولم ترد الوزارة بعد على طلب CNN الحصول على تعليق، في حين رد الناطق باسم البنتاغون الأمريكي بالقول إن الأمر ليس أكثر من "حلقة جديدة" من الممارسات الروسية التي وصفها بـ"المخيبة للآمال." وكالة "تاس" الروسية الرسمية للأنباء قالت إن موظفا مدنيا في وزارة الدفاع الروسية نشر الصور بالخطأ، علما أن الوزارة عادت وحذفتها، لتعيد نشر الخبر مع صور جديدة. وقد رد الناطق باسم التحالف الدولي، العقيد راين ديلون، بالقول ساخرا: "هذه الادعاءات دقيقة بمقدار دقة ضرباتهم الجوية" في إشارة إلى الغارات التي تنفذها روسيا على أهداف بالعراق.
مشاركة :