الصراع الإعلامي بين موسكو وواشنطن دخل مرحلة جديدة اليوم الأربعاء بعد أن أقر مجلس الدوما الروسي قانونا جديدا يجبر وسائل الإعلام الأجنبية على تسجيل مؤسساتها كـ "عملاء أجانب" كرد على الضغوط الأمريكية على قناة روسيا اليوم. أقر النواب الروس الأربعاء (15 تشرين الثاني/نوفمبر 2017) مشروع قانون جديد بإمكانه إجبار وسائل الإعلام الأجنبية على التسجيل ك ـ"عملاء أجانب"، ردا على الضغوط الأميركية على قناة "روسيا اليوم" المدعومة من الكرملين. ووافق النواب في مجلس الدوما على التعديلات التي ستسمح بتصنيف أي وسيلة إعلامية أجنبية ممولة من الخارج بأنها "عميلة أجنبية"، وهو إجراء كان في الماضي يستخدم فقط بحق المنظمات غير الحكومية. وأشاد الكرملين بالتحرك الذي اعتبر أنه يسمح له بالرد بشكل "قاس للغاية" على الهجمات التي تتعرض لها وسائل الإعلام الروسية في الخارج. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إن "أي محاولات للتعدي على حرية وسائل الإعلام الروسية في الخارج (...) لن تمر دون رد من موسكو ورد قاس للغاية". وأضاف أن روسيا ستتمكن من استخدام القانون لتوجيه "رد انتقامي في الوقت المناسب". ويمكن استخدام القانون ضد وسائل الإعلام الأميركية على غرار "فويس أوف أميركا" و"راديو فري يوروب/راديو ليبرتي" الممولتين من الكونغرس الأميركي. وأدلى النواب بتصريحات متناقضة بشأن ما إذا كان بالإمكان تطبيق القانون على شبكة "سي إن إن". وصوت النواب بالإجماع على دعم التعديلات خلال جلستي نقاش استغرقتا الأربعاء بضع ساعات. وتعتبر واشنطن قناة "روسيا اليوم" ذراعا ترويجيا للكرملين وطلبت منها تسجيل عملياتها في الولايات المتحدة تحت "قانون تسجيل العملاء الأجانب" الذي يستهدف جماعات الضغط والمحامين الذين يمثلون المصالح السياسية الأجنبية. وشكلت القناة التي تتخذ من موسكو مقرا لها نقطة الثقل في التحقيقات بشأن التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الرئاسية الأميركية العام الماضي التي فاز فيها الرئيس دونالد ترامب. ح.ع.ح/أ.ح (أ.ف.ب)
مشاركة :