ما بين ساعة وأخرى، تدحرجت كرة الثلج، حتى كبرت وباتت جبلاً، حيث لم يغفر المصريون سقطة المطربة المصرية شيرين عبدالوهاب الجديدة. فهذه المرة لم تخطئ في حق مطرب أو ملحن، كما اعتادت في تصريحاتها المثيرة من قبل، لكنها أخطأت في حق النيل العظيم وأبنائه، وحددت إحدى المحاكم جلسة 23 ديسمبر المقبل لمحاكمتها. مطربة «آه يا ليل»، وعقب انتشار كليب لها، تطلب فيه معجبة، في حفل أقيم العام الماضي في إمارة الشارقة، أغنية «مشربتش من نيلها»، ردت عليها: «هيجيلك بلهارسيا»، أصدرت بياناً رسمياً، مساء أول من أمس، تعتذر فيه عما بدر منها، وقالت فيه: «بيان مني أنا شيرين سيد محمد عبدالوهاب، الطفلة المصرية البسيطة التي نشأت في منطقة القلعة الشعبية وتعلمت حب هذا الوطن والانتماء إليه من بسطاء مثلها يحبون تراب هذا الوطن من دون أي مقابل، الطفلة التي كبرت وأصبحت شخصية عامة معروفة تحاسب على كل نفس تتنفسه وكل حركة تتحركها ولكنها ما زالت تحتفظ بطفولتها وعفويتها وهو ما يسبب لها الكثير من المشاكل». وأضافت: «أنا شيرين عبدالوهاب التي غنت لمصر وشهدائها ولم تتأخر لحظة في تلبية نداء وطنها في أي وقت بصوتها واسمها وكل ما حققته، رفضت الغناء في أي دولة على خلاف سياسي مع وطنها مهما كانت الإغراءات أو المقابل ومن دون أن يطلب منها أحد ذلك، وهذا ليس فضلاً وإنما واجب وشيء بسيط مقارنة». وتابعت «ما أعطته لها بلدها وأبناء بلدها الذين جعلوها الآن فيما هي عليه، شيرين التي تفخر عندما تغني في أي دولة ويسبق اسمها لقب المطربة المصرية وتجده شرفاً ما بعده شرف، ونعمة من الله أنها نشأت في هذا الوطن، هذه المقدمة ليست للدفاع عن خطأ ولا للهروب من اعتذار واجب من دعابة لم تكن في محلها ومن تعبير خانها، فالخطأ خطأ والصواب صواب». وأكملت «هذا الفيديو الذي أصاب أبناء وطني بالصدمة من حفلة في الشارقة منذ أكثر من عام، لن أبحث وراء من احتفظ به كل هذه المدة ليظهره الآن، وفي هذا التوقيت، وعندما شاهدته كما لو كان هذا الموقف يحدث أمامي للمرة الأولى، وكما لو كانت من تتحدث فيه شخص غيري، فأنا بالفعل لا أتذكر أني قلت هذا الكلام لأنني بالطبع لا أعنيه ولا يعبر عما بداخلي تجاه وطني، وكما ذكرت سابقا كانت دعابة سخيفة لو عاد الزمن بي بالتأكيد لما كررتها». اعتذار المطربة لم يكن كافياً لإلغاء قرار نقابة المهن الموسيقية في مصر بإحالتها للتحقيق، حيث طالب، نقيب المهن الموسيقية الفنان هاني شاكر، شيرين بالمثول أمام لجنة التحقيق، لتطاولها على النيل في إحدى الحفلات الغنائية، وذكر أن النقابة مستمرة في إجراءاتها حيال شيرين، رغم بيان الاعتذار الذي أصدرته: «أنا مش عارف دي هتنزل الشارع تمشي في وسط الناس إزاي». وأكد أنه سيتم إيقاف أي حفلات أو ارتباطات أو مناسبات أو مشاركات سينمائية لشيرين داخل مصر وليس خارجها إلى حين الانتهاء من التحقيقات. وأوضح أن الشؤون القانونية تعرض على المجلس العقوبات التي من الممكن أن تطبق على شيرين، مستطرداً: «تصريحات شيرين استفزت مصر بأكملها وليس النقابة فقط وقرار وقفها كان رد فعل لحين صدور القرار النهائي». وقضائياً، أعلنت مصادر لـ «الراي» أن محكمة جنح عابدين في القاهرة حددت جلسة 23 ديسمبر، أولى جلسات محاكمة شيرين بتهمة بث دعاية مثيرة، في الدعوى التي رفعها محام يدعى هاني جاد. وقال المحامي سمير صبري، إنه تقدم ببلاغ أيضاً ضد شيرين، لإهانة مصر والإضرار بالاقتصاد. وأفاد بأنه في حال تقديم المطربة للمحاكمة أمام القضاء المصري، لما صدر منها من إضرار بالاقتصاد القومي، وترويع السياح والإضرار بالسياحة، فستكون أقل عقوبة لهذه التهمة الحبس 5 سنوات. كما طالب الفنان عمرو مصطفى، ملحن أغنية «مشربتش من نيلها»، بسحب الأغنية من شيرين، بعد الإهانة التي وجهتها لمصر. وأضاف: «أنا من وجهة نظري ليس منع من النقابة من الغناء ولكن تمنع إذاعة أغنية (مشربتش من نيلها) بصوتها والبحث عن صوت مصرية، تستحق شرف الغناء لبلدها». وأعلنت الإذاعة المصرية والتلفزيون المصري الرسمي، وقف إذاعة أغاني شيرين، إلى حين صدور قرار من نقابة الموسيقيين، في حين نبهت نقابة الإعلاميين، المحطات التلفزيونية والإذاعية، بعدم استضافة شيرين.