أفادت رئيسة مكتب المدن الصحية بوزارة الصحة الكويتية الدكتورة آمال اليحيى بأن المدن الصحية مفهوم جديد يجهله الكثير من أفراد المجتمع، وهو يعني خلق موقع حضري نظيف يضم سكان أصحاء وخدمات ثقافية جيدة داخل بيئة آمنة يعيش بها الناس براحة مع احتفاظهم بروابط ثقافية ومعتقدية ونمط حياة صحي. وقالت اليحيي، ندوة «مبادرة المدن الصحية الكويتية - لماذا» التي نظمتها إدارة العلاقات العامة والإعلام في جامعة الكويت، وبالتعاون مع مجلس مدينة اليرموك الصحية بمشاركة نخبة من المختصين في قاعة المؤتمرات المركزية بالحرم الجامعي في الخالدية، قالت إن مبادرة المدن الصحية تهدف لتحسين المجتمع الذي تبدأ صحة الفرد منه وتنتهي عنده، خصوصا مع ازدياد الأمراض المزمنة غير المعدية وفي ظل وجود عوامل الخطورة ذات البعد الاقتصادي الكبير، والتي لابد من التصدي لها بالتعاون بين جهات الدولة أجمع. وشددت على ضرورة الوقاية الأولية للتقليل من الإصابة أو حدة هذه الأمراض، وذلك بالتحكم بالعوامل المؤثرة بها كالتعليم المجتمعي وتحسين المستوى الاقتصادي والبيئي، ووضع خطط استراتيجية والتنظيم الذاتي للقطاعات، وذلك في ظل وجود آلية تنظيمية بالمناطق والمحافظات لضمان نجاح هذه المبادرات ومن ثم تحسين الخدمات والحالة الصحية للسكان وظروف معيشتهم، وبالتالي تحقيق تنمية مستدامة بخدمات ذات جودة عالمية وإعلاء سمعة الكويت. وأكدت أن جيل الشباب الحالي هو لبنة الأساس لأعمال المدينة الصحية لأنهم جيل مثقف حيوي مبدع مساند معطاء وواعٍ بالعمل المجتمعي يخدم بلده الكويت. وكان مدير الجامعة الدكتور حسين الأنصاري، قد رحب في بداية الندوة بالضيوف، وأعرب عن سعادته بمبادرتهم لإقامة هذه الندوة الكريمة مؤكداً على حرص جامعة الكويت بأن تكون عضوا مجتمعيا فاعلا يسعى للتعليم والتربية والبحث العلمي، ويلتمس مشكلات المجتمع ويحلها بالأساليب العلمية البحثية والاستشارات. وأكد أن جامعة الكويت تحرص على دفع الطلبة للعمل التوعوي المجتمعي مع المؤسسات المختلفة، مشدداً حرص الجامعة على انخراط الطلبة بالعمل الانساني من أجل إعداد مواطنين صالحين بمواقف ايجابية مشرفة. بدورها أفادت المنسق العام لمدينة اليرموك الصحية الدكتورة مي العثمان أن سبب انضمام مركز اليرموك بمبادرة بالمدن الصحية هو ازدياد معدلات الأمراض المزمنة، مشيرةً أن المدن الصحية لا تتم إلا بالمشاركة المجتمعية لتحسين طبيعة الحياة، ونشر الوعي حول الخدمات التي تقدمها الدولة، ومعرفة الفرد لاحتياجاته وحقوقه، ونقل المجتمع من النهج السلبي إلى الايجابي، وبناء دور قيادي فعال حسب حاجة المجتمعات، وقيام مجتمع قائم على مبادئ المواطنة والعطاء والشغف والمساواة وروح الفريق الواحد يستقطب كل الموارد المتاحة بالبلد. وذكر رئيس اللجنة الصحية في مدينة اليرموك الصحية واستشاري الأمراض الصدرية للأطفال الدكتور غسان العثمان أن الهدف من المدن الصحية بالكويت هو إحداث نقلة نوعية بالكويت بعوامل اجتماعية و بيئية سليمة، وذلك لا يتم إلا باجتثاث أسباب الأمراض المزمنة الحديثة كالحياة المرفهة غير الفاعلة وإيقاع الحياة سريع والتعامل مع ضغوطات المجتمع بسلبية دون التحفيز لحلها. وأشار إلى أن نجاح المدن الصحية يعتمد على خلق علاقة بين المدن وسكانها وتغيير نمط حياة المجتمع وتطويره إيجابيا لخلق حياة أفضل والحصول على نتائج فورية. والجدير بالذكر أن مدينة اليرموك الصحية من المنتظر الاعتراف بها كأول منطقة صحية عالمية في الكويت نهاية العام الحالي وذلك لاتخاذها العديد من الخطوات نحو تطبيق معايير منظمة الصحة العالمية. وتقدم مدير جامعة الكويت الدكتور حسين الأنصاري بخالص الشكر والامتنان للمحاضرين وأثنى على دورهم الفعال في نشر الوعي الصحي و المجتمعي.
مشاركة :