تعثرت مساعي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، في التوصل لتسوية تنهي مظاهر التصعيد القائمة في العاصمة اليمنية صنعاء جراء استمرار نصب مخيمات الحوثيين ومواصلتهم تعطيل مظاهر الحياة العامة في العاصمة. وأكدت مصادر موثوقة لـ"الوطن"، أن زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي، رفض بشكل نهائي المبادرة برفع مخيمات الاعتصام المنصوبة بالقرب من وزارت الداخلية والكهرباء ومبني المواصلات بشارع المطار ومنفذ الأزرقين وضاحية بني الحارث قبيل البدء بتنفيذ بنود الاتفاق الذي تم التوافق عليها، والمتمثلة في خفض سقف الزيادات المفروضة على أسعار المشتقات النفطية بواقع ألف ريال يمني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال 48 ساعة، ووضع تصور للبدء في تنفيذ مخرجات الحوار. واعتبرت المصادر أن المفاوضات مع زعيم جماعة الحوثي وممثلي المجلس السياسي للجماعة لم تحرز تقدما في تجاوز هذه النقطة الخلافية وسط إصرار الرئيس عبدربه منصور هادي على رفع المخيمات قبيل البدء بتنفيذ بنود الاتفاق. من جهة ثانية، اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين مجاميع مسلحة من الحوثيين وقوات أمنية بالقرب من مخيم الاعتصام المنصوب بالقرب من مقر وزارة الكهرباء بصنعاء في تطور يعد الأخطر من نوعه منذ فض قوات من وحدات مكافحة الشغب قبل أيام، وسمع دوي انفجارات في شمال العاصمة صنعاء. في الأثناء دان سفراء الدول الـ10 الراعية للمبادرة الخليجية ما أسمتها "البيانات العلنية لجماعة الحوثي" والتي قالوا إنها "تعني جوهريا تهديدات لإسقاط الحكومة اليمنية"، مؤكدين أن الجماعة تعد مسؤولة عن تدهور الوضع الأمني بصنعاء وعن عدم الانسحاب الكامل من عمران وعن اشتراكها في مواجهات مسلحة في الجوف". وأبدى السفراء في بيان قلقهم البالغ حيال ما أسموه "الأنشطة العلنية لجماعة الحوثيين"، والتي أدت إلى حالة عدم الاستقرار، ودعوا جماعة الحوثيين إلى التفاوض مع الحكومة بحسن نية لحل المظالم والخلافات السياسية وتنفيذ جميع الاتفاقيات التي توصلت إليها مع الحكومة. وقال السفراء إنهم يلاحظون بقلق بالغ التهديدات المتزايدة على أمن اليمن المتمثلة بالأعمال التي تقوم بها جماعات وأفراد يعترضون على التنفيذ الكامل والمُزمن للمرحلة الانتقالية المستندة على مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، وآليتها التنفيذية ومقررات الحوار الوطني، وحذروا من "أية محاولات من خارج اليمن لدعم أعمال تؤدي إلى الفوضى العامة، مشيرين إلى أن هذه المحاولات لا يمكن اعتبارها صديقة لليمن، أو داعمة للمرحلة الانتقالية السياسية. ودان السفراء العناصر التي تسعى إلى استغلال حالة عدم الاستقرار الحالية لتحقيق أجندات سياسية ضيقة، بينما تستدعي الظروف من كل اليمنيين أن يعملوا معاً لتحقيق المصلحة الوطنية.
مشاركة :