سعود السنعوسي: الجوائز لا تصنع روائياً

  • 11/16/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

حاوره: محمدو لحبيب كاتب «ساق البامبو» و«فئران أمي حصة» و«حمام الدار»، وغيرها، يقول إنه في كل عمل له يحب أن يكون جديداً، ويريد أن يجد ذاته، سعود السنعوسي يبدو دائماً كاتباً روائياً غير تقليدي، وُلد عام 1981، وهو عضو رابطة الأدباء في الكويت وجمعية الصحفيين الكويتيين، تميزت رواياته بأسلوبه السردي المتميز وبالجرأة في طرح القضايا التي تناقشها، وإلى جانب كتابة الرواية يكتب السنعوسي بجريدة القبس الكويتية وصحف عربية أخرى.نال العديد من الجوائز عن أعماله، جائزة الروائية ليلى العثمان للإبداع الشبابي في القصة والرواية في دورتها الرابعة عن روايته «سجين المرايا»، وفاز بالمركز الأول في مسابقة قصص على الهواء التي تنظمها مجلة العربي مع إذاعة بي بي سي العربية، عن قصته «البونساي والرجل العجوز»، كما فاز بجائزة الدولة التشجيعية في مجال الآداب، عن روايته فاز بالجائزة العالمية للرواية العربية بوكر سنة 2013، وحاز على لقب شخصية العام الثقافية - جائزة محمد البنكي، في مملكة البحرين عام 2016.حاورنا سعود السنعوسي فكان واضحا في آرائه، وقربنا أكثر من شخصيته كروائي كويتي يعد الآن من أبرز كتاب الرواية في الوطن العربي. *سأقدم لسؤالي الأول باعتراف مرتبط به مفاهيمياً، وهو أنني لم أقرأ لك بالشكل الكافي، لكني قرأت عنك، وهنا نسأل إلى مدى يساهم الإعلام في تشكيل رؤية نقدية للأدب بشكل عام وأن يصنع ويقدم روائياً ما؟- الإعلام لا يُشكل رؤية نقدية، هو يشكل هالة ويعطي نجومية، لكنه لا يغني عن قراءة العمل الأدبي، وحتى القراءات عن القراءات النقدية هي مجرد انطباعات، ولا تغني عن فعل القراءة الذاتية المباشرة، فضلا عن ذلك لا الإعلام ولا الجوائز يصنعان روائيا ما لم يكن يتوفر على موهبة حقيقية، نعم سيوفر الإعلام فرصة لأن يكون فلان مثلا معروفا جدا، وسيغدو نجما بحضوره، لكن المنجز الأدبي هو الذي يحدد في الحقيقة ماهية ذلك الكاتب، لذلك نحن نجد كثيرا من الروايات التي تحظى بجوائز كبيرة جدا، تكون عبئا على الفائز، لأنه ما لم تتسق فكرة الجائزة والعمل، بمعنى أن يقرأه القارئ فيقول هذا عمل يستحق تلك الجائزة. *الآن سأنطلق من قراءاتي لك، اكتشفت الآتي: أن البنية السردية لك قبل روايتك الأخيرة «حمام الدار» كانت متمحورة حول إشكالات الهوية وغيرها من الإشكالات المجتمعية، هل يمكن اعتبار أن «حمام الدار» هي استراحة محارب كما يقولون، ويعود سعود لاهتماماته الإشكالية الآنفة الذكر؟- هذا سؤال مهم لكني بأمانة لا أملك إجابة له، هل هي فعلا استراحة لأعود بعدها لنقاش القضايا التي تؤرقني، أم أنها انعطافة في مشواري الصغير هذا؟، الأكيد أنني بعد «حمام الدار» أحتاج لاستراحة كي أعيد النظر في تجربتي الصغيرة، وأقيمها مرة أخرى، وأنظر أين أجد نفسي، هناك مشروع اشتغلت فيه قبل «حمام الدار»، وتوقفت عنه لأتمها هي، وهو مشروع مغاير وضخم. *هلا حدثتنا عن ذلك العمل؟- لا أستطيع حتى الآن الحديث عنه، لكن أقول: إنني في كل عمل وفي كل مرة أتجه لشيء جديد، أريد أن أجد ذاتي في شيء أستقر عليه، من قرأ «سجين المرايا» و«ساق البامبو» يمكن أن يقول سعود يتجه إلى مكان معين، لكن من قرأ فئران أمي حصة يمكن أن يقول إن الاتجاه تغير، وهنا علي أن أقول إن ثمة قارئا لا يحب هذا التغيير ويقول نحن نريد أن نعتاد عليك في أسلوب واحد، وهناك قارئ آخر يريدك أن تتغير ككاتب لأنه لا يريد أن يسأمك، ويريدك أن تتطور ويتطور هو معك كقارئ، بالنسبة للعمل الجديد الذي أشتغل عليه، لم أصرح عنه من قبل للإعلام، ولأول مرة سأقولها لأي إعلامي هو عمل فانتازي. *فانتازي بإسقاطات سياسية واجتماعية معاصرة أم ماذا؟- لا أستطيع أن أقول عنه الآن أكثر مما قلت، لكن فقط أقول هو ليس فانتازيا في المطلق على طريقة هوليوود، لكن هناك قضايا حساسة سياسية واجتماعية لا تستطيع أن تعالجها وتناقشها وتحاكيها بشكلها الموجود فتقدمها على شكل فانتازيا لكي تكون أكثر قبولا. *هل لجأت إلى الفانتازيا في عملكم المقبل، لتفادي الجدل الذي أثارته ساق البامبو وفئران أمي حصة؟- أنا لجأت للرمزية كثيرا طبعا ليس اختيارا ولا لأسباب فنية، مثلا في «فئران أمي حصة» كل القراء يعرفون ماذا أعني حين أستخدم الرمز، وفي حمام الدار كان ثمة إيغال في الرمز، كل ذلك يفرضه السياق. *وصف عملكم الأخير «حمام الدار» بأنه نوع من التجريب، هل تعتبرون أن تجربة التجريب في الرواية وغيرها نجحت في الوطن العربي؟- صدقاً فاجأتني بالسؤال، لم أفكر فيه من قبل، لكن سأقول من الصعب الحكم في هذه القضية، فثمة محاولات تجريبية مذهلة، لكن لا أستطيع أنا أن أحكم على حالة عامة وأسمي رواية فلان ورواية فلان، وبشكل عام حين تلتفت إلى الرواية الغربية لتقارننا بها. ستجد أننا في تجريبنا كلاسيكيون بالنسبة إليهم، نحن يمكن أن نظهر للقارئ العربي على أننا فعلاً نمارس التجريب بشكل جديد وأدوات جديدة، لكن في الواقع نحن نوغل في الكلاسيكية لو قارنا أنفسنا بالأدب الفرنسي أو الانجليزي، نحن ما زلنا متأخرين في تجريبنا ومع ذلك لدينا محاولات. *ثمة من يعتبر أن النقد العربي مجامل أحيانا، هل أنت مع هذه النظرة؟- أرجوك، لن أتحدث عن النقد، لأسباب خاصة بي. *الرواية في منطقة الخليج العربي شهدت في الفترة الأخيرة طفرة كبيرة، وأنتم تمثلون أحد أبرز الروائيين في هذه الفترة، ما هي العوامل التي صنعت هذه القفزة في هذه الفترة القصيرة؟.- ثمة عوامل عديدة أولها أننا جيل عايش عصراً غلبت عليه الحرية بسبب السوشيال ميديا، وثمة سهولة في الحصول على المعلومة، فالجيل المؤسس كان يعاني من صعوبة الحصول على مصادر المعلومات، أما اليوم فتستدعي المعلومة وأنت جالس في مكتبك، نحن جيل محظوظ جدا، لم نعانِ تلك المعاناة الحقيقية حتى نصدر كتابا مثلا، وهناك أيضا الجوائز التي باتت موجودة، وفكرة القوائم في تلك الجوائز، كل ذلك صنع حراكا، فقبل عشر سنوات تقريبا حين كنت تدخل إلى أي مكتبة كنت تجد رف الروايات صغيرا جدا، لكن الآن تغير الوضع فالروايات الآن صارت هي المكتبة كلها.

مشاركة :