اختيار الكنّة في العراق يبدأ من مجالس العزاء والأعراس

  • 11/16/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يتهيأ معظم الفتيات لمناسبات الزواج والعزاء في شكل جيد، فخلالها تختار النساء كنّات المستقبل معتمدات على أناقة الفتاة وجديتها في العمل، وفي بعض الأحيان على أمور أخرى إضافية سمعتها الأم من ابنها وتعدّ من ضمن الشروط التي حددها لزوجة المستقبل، مثل لون العينين وطبيعة الشعر وغيرها. ارتدت ساره حسن (19 سنة) ثوباً أكمامه من الشيفون مع حذاء جميل، ووضعت ماكياجاً بسيطاً يمنح بشرتها لوناً حيوياً قبل أن تخرج مع والدتها لحضور مجلس العزاء الذي أقامته إحدى الجارات، ولحظة وصولها إلى المكان، لم تكتفِ زينب بالوقوف والتفرّج على ما يحدث، بل شمّرت عن سواعدها وبدأت تساعد في نقل الطعام إلى غرفة الضيوف حيث تجمهرت عشرات النسوة من أعمار مختلفة. تبادل بعضهن النظرات والإشارات مع دخولها ورفيقات لها، ففي هذه المناسبة غير السعيدة على الحضور، ستختار سيدتان على الأقل عروسين لولديهما. معظم الشباب الذين يرغبون بزواج تقليدي يعتمدون على أمهاتهم في اختيار العروس، لذا تستغل الأم المناسبات التي تظهر فيها الفتيات متأنقات، مثل مواسم العزاء والزواج. ويمكن اختيار الفتاة وفق ذوق الابن وتدبير لقاء ودي بين الطرفين قبل مفاتحة الأب بالموضوع والإعداد للخطبة الرسمية، وهذا طبعاً في حال دخلت الفتاة المختارة مزاج العريس، أما إذا كانت لديه ملاحظات أو لم يعجبه شكلها أو طريقة حديثها، تعاود الأم جولاتها المكوكية بحثاً عن فتاة جديدة. تقول سارة: «تزوجَتْ اثنتان من شقيقاتي وفق هذه الطريقة ذاتها. حصل الاختيار بعدما وقعت عيني أمَّي العريسين عليهما في مجلس عزاء، وقامتا بخطبتهما لولديهما وتزوجتا في اليوم ذاته». وفي إطار الحرص على الظهور في شكل أنيق وجذاب، يضع بعضهن حلياً ذهبية بسيطة خلال مناسبات العزاء في شهري محرّم وصفر، أو عند وفاة أحد الأقارب، ويستمعن إلى نصيحة أمهاتهن اللواتي اختبرن مثل هذه المناسبات ودورها في تزويج الفتيات، لاسيما الصغيرات اللواتي تركن المدرسة ولم يعد أمامهن سوى انتظار ابن الحلال. سارة تركت المدرسة بعدما أنهت المرحلة المتوسطة، لأن عائلتها لا تسمح للفتاة بالحصول على تعليم عالٍ أو بالعمل خارج المنزل. لذا، لم يبقَ لها سوى التفكير بالزواج وتكوين أسرة، على غرار شقيقاتها. واختيار الكنة من مناسبات العزاء هي الطريقة العملية الأفضل في نظر كثيرات، لأن الفتاة تظهر على طبيعتها من ناحية الشكل مع بعض «الرتوش» البسيط. أما في مناسبات الأفراح، فغالباً ما يتغير شكلها جذرياً بسبب الماكياج الذي تضعه والفساتين التي ترتديها، فتحدث مواقف طريفة، مثل تغيّر عيني العروس وبعض ملامح وجهها مقارنة بما ظهرت عليه يوم زفاف أقاربها، ما يحرج العائلة الخاطبة. لذلك تقوم المرأة الخاطبة بزيارة مفاجئة إلى منزل الفتاة التي اختارتها لتطمئن إلى أن شكل تلك التي شاهدتها في العرس وملامحها لم تتغيّر كثيراً، قبل السماح لولدها برؤية «صاحبة الحظ السعيد». وعلى رغم أن عائلتها لن تسمح لها إلا بزواج تقليدي، تبدي ساره رأيها في الرجل الذي سيشاركها حياتها، وإذا شعرت بأنه لا يناسبها لن توافق على الزواج كما تشترط على والدتها التي تلح عليها للظهور في تلك المناسبات. وتقول: «في النهاية أنا من سأعيش معه ومع عائلته وليست أمي. لذلك سأحتفظ بحقي في الرفض في حال اختارتني إحدى السيدات عروساً لابنها ولم يعجبني».

مشاركة :