فضائح «فيفا»: انتحار مسؤول أرجنتيني

  • 11/16/2017
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

أقدم مسؤول أرجنتيني كروي سابق على الانتحار (الثلثاء)، يوم اتهامه بتلقي رشاوى في افتتاح المحاكمات في نيويورك ضمن ملف الفضائح الذي هز «الاتحاد الدولي لكرة القدم» (فيفا) منذ عام 2015، فيما كشف مسؤول تسويقي عن دفع شبكات تلفزيونية كبرى رشاوى لضمان حقوق نقل المباريات. وذكر موقعا «كلارين» و «لا ناسيون» أن خورخي ديلهون ألقى بنفسه تحت قطار في احدى ضواحي العاصمة بوينوس آيرس. وكان المسؤول التسويقي اليخاندرو بورزاكو شهد أمس ان ديلهون ورجلاً ثانياً يدعى بابلو بالادينو، تلقيا ملايين الدولارات مقابل منح حقوق بث مباريات كرة القدم، و فق ما أشارت تقارير. وأشارت التقارير إلى أن الرجلين عملا آنذاك في برنامج «كرة القدم للجميع» الحكومي، تحت إشراف الرئيسة السابقة كريستينا كيرشنر، والذي كان له حقوق بث المباريات في الأرجنتين. وفند الرئيس السابق في شركة «تورنيوس اي كومبتنسياس» بورزاكو في محكمة فيديرالية في نيويورك، كيف دفعت شركته ملايين الدولارات لمسؤولي «اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم» (كونميبول)، لأكثر من عقد من الزمن لضمان حقوق بث أبرز بطولات كرة القدم. وأقر بورزاكو بذنبه في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 بتهم الابتزاز، الاحتيال الإلكتروني ومؤامرات غسل الأموال، وهو أحد 42 مسؤولاً ومديراً تسويقياً متهمين بفضائح «فيفا». ووجهت الاتهامات إلى 42 مسؤولاً وثلاث شركات، بعد شكوى قضائية من 236 صفحة تضمنت تفاصيل 92 جرماً و55 مخطط فساد، بمخالفات مالية تصل قيمتها إلى حوالى 200 مليون دولار أميركي. ويحاكم في نيويورك ثلاثة من هؤلاء فقط دفعوا ببراءتهم، وهم الرئيس السابق لـ «الاتحاد البرازيلي لكرة القدم» جوزيه ماريا مارين، والنائب السابق لرئيس «الاتحاد الدولي الباراغوياني» خوان انخل نابوت، والبيروفي مانويل بورغا الذي قاد اتحاد كرة القدم في بلاده حتى عام 2014، وكان عضواً في لجنة التطوير في «فيفا».   وكانت المحاكمات في فضيحة الفساد التي اعتبرت الأكبر في تاريخ اللعبة الأكثر شعبية عالمياً، انطلقت باستجواب بورزاكو الذي عقد اتفاقاً مع الادعاء الأميركي بإرجاعه 21.6 مليون دولار، وكشف عن دفع مؤسسات كبرى مثل «فوكس سبورتس» رشاوى لضمان حقوق بث المباريات. وقال بورزاكو ان الرشاوى كانت شائعة، معدداً الشبكات التي استخدمتها بالشراكة مع «تورنيوس اي كومبتنسياس» للحصول على مبتغاها مثل «فوكس سبورتس»، وهي جزء من شركات انتاج «21 سنتشري فوكس»، «تي في غلوبو» البرازيلي، مجموعة «فول بلاي» الأرجنتينية و «ميديابرو» الإسبانية. وأضاف بورزاكو ان الحوالات المالية كانت ترسل الى حسابات مصرفية سويسرية أو نقداً «في حقائب أو مظاريف». وكشف أن الرئيس الراحل للاتحاد الأرجنتيني رئيس اللجنة المالية السابق في الاتحاد الدولي خوليو غروندونا، والرئيس السابق للاتحاد البرازيلي ريكاردو تكسييرا، حصلا على «معاملة رئاسية». وكانا يتنقلان بطائرة خاصة مع «ثلاث أو أربع سيارات مرسيدس» متوقفة على المدرج لنقلهما الى مقر اتحاد أميركا الجنوبية. وظهرت الفضائح في أيار (مايو) 2015، عندما أوقفت الشرطة السويسرية في أحد فنادق مدينة زوريخ الفخمة، سبعة مسؤولين في الاتحاد الذي كان يستعد لإعادة انتخاب السويسري جوزيف بلاتر رئيساً، وذلك بناء على طلب أميركي بعد تحقيق كشف وجود فساد مستشر يمتد إلى حوالى 25 عاماً. وأدت إلى الإطاحة برؤوس كبيرة في «فيفا»، يتقدمها بلاتر الذي تولى رئاسة الاتحاد مدة 17 عاماً، وانتخب السويسري جاني أنفانتينو خلفاً له مطلع عام 2016. وأقرّ محامو المتهمين في مرافعاتهم الأولية بوجود فساد على مستوى «فيفا»، مشددين على عدم ضلوع موكليهم في ذلك. وسيحاولون تشويه سمعة الشهود الذين عقدوا صفقات مع الحكومة لتقليص عقوباتهم. ويتوقع أن تستمر الإجراءات في محكمة بروكلين الفيديرالية، ما بين خمسة وستة أسابيع على الأقل، وسيتخللها تقديم 350 ألف صفحة من الوثائق والمستندات، إضافة إلى شهادات عشرات الأشخاص. وفي حال دانتهم هيئة المحكمة والقاضية باميلا تشن، قد يواجه المسؤولون السابقون عقوبات بالسجن تصل إلى 20 عاماً. وكان مساعد المدعي العام الأميركي كيث إدلمان قال لهيئة المحلفين أمس إنه «تحت السطح وجدت أكاذيب، جشع، وفساد»، مستعيداً لقاء لمسؤولين كرويين في أحد فنادق ميامي في أيار (مايو) 2014. وأضاف: «بعض هؤلاء المسؤولين حظي بأسباب للاحتفال: وافقوا على تلقي ملايين الدولارات رشاوى في شأن بطولة» كوبا - أميركا. وأشار إدلمان إلى أن المتهمين الثلاثة «غشوا الرياضة (...) ليضعوا في جيوبهم أموالاً كان يجب أن تنفق لفائدة الرياضة»، مضيفاً أن «الأدلة ستظهر أنه على مدى 20 عاماً، قام المتهمون بالتآمر واستغلال النظام. وافقوا على تلقي رشاوى سرية، وحرموا الرياضة من أموال كان يمكن أن تنفق للترويج لها».

مشاركة :