المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة سناب شات، بأن نمو شركته لم يكن بالمستوى المطلوب فلم ينجح في استقطاب مستخدمين جدد وفق ما كان مخططا له، وعزا ذلك إلى أن التطبيق قد يكون “من الصعب فهمه أو من الصعب استخدامه” بالنسبة إلى الكثير من الناس. واستقطب التطبيق 4.5 ملايين من المستخدمين النشطين اليوميين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، لكن هذا الرقم لا يرضي طموح سبيغل ، الذي قال إن شركة سناب شات تُعيد تصميم تطبيقها لتحسين إمكانية الاستخدام، خاصة بالنسبة إلى الأجهزة العاملة بنظام أندرويد، على أمل توسيع شعبيته في الغرب، واجتذاب المستخدمين الأكبر سنا من جيل الألفية في الأسواق الناشئة، وفق تقرير تيم برادشو في صحيفة فاينينشال تايمز البريطانية. وأشار سبيغل إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها مع فريق العمل لجعل التطبيق جذابا جدا للمستخدمين الشباب ويحافظ في نفس الوقت على الألفة والمتعة، وهو ما يتطلب دقة في التنفيذ. وقال “الاحتمال قوي بأن تكون إعادة تصميم التطبيق معرقلة لأعمالنا على المدى القصير، ولا نستطع حاليا معرفة ردود فعل المستخدمين عندما يبدأون باستخدام تطبيقنا المحدث”. ورغم نمو إيرادات سناب شات بنسبة 126 بالمئة في المعدل السنوي لتصل إلى 208 ملايين دولار، إلا أنها بقيت أقل بكثير من توقعات المحللين، بينما ارتفعت الخسائر الصافية أكثر من ثلاثة أضعاف لتصل إلى 443 مليون دولار. ويرى محللون أن سناب شات تخسر أموال المعلنين التي تذهب إلى شركات الإنترنت الأكبر بكثير مثل فيسبوك وغوغل. وعانت سناب شات مشاكل تقنية الأسبوع الماضي انقطعت على إثرها الخدمة لعدة ساعات في أيام مختلفة، تسببت باستياء واسع لدى المستخدمين، وخصوصا المراهقين منهم، الأمر الذي انعكس على تراجع أسهم الشركة. وقال مارك ماهاني، المحلل في شركة “آر بي سي”، في مذكرة “لم نلحظ بعد أي تغيير في نمو المستخدمين اليومي، على الرغم من تركيز الشركة على الابتكار، فالمعلنون يتجهون نحو المنابر التي تحت الأضواء، لذلك نحن بحاجة إلى رؤية ارتفاع في نمو المستخدمين”. وكانت شركة “تينسنت هولدنجز” قد استحوذت على حصة تبلغ 10 بالمئة في شركة سناب شات وأكدت عزمها على العمل بقوة مع الشركة التي تعد من أهم مواقع التواصل الاجتماعي.سناب شات بحاجة ماسة إلى الظهور بقدرتها على استقطاب المستثمرين المؤمنين بقدراتها في عالم الإنترنت وحصلت سناب شات بتلك الصفقة على حليف مهم في الصين، حيث لم يكن مسموحا باستخدام التطبيق بسبب القيود الحكومية، وتشغل “تينسنت” اثنتين من خدمات التراسل الفوري هما “ويشات” و”كيو كيو” مع ما يقرب من مليار مستخدم لكل منهما، وتمكنت من تحويلهما إلى شبكة تواصل اجتماعي متكاملة ومربحة عن طريق إضافة الألعاب والأخبار والإعلانات، وتبلغ القيمة السوقية لـ”تينسنت” حوالي 470 مليار دولار. وكتبت سناب شات في نشرتها “لطالما حصلنا على الإلهام من روح الابتكار والريادة في تينسنت ونحن ممتنون لمواصلة علاقتنا الطويلة والمُنتجة التي بدأت قبل أكثر من أربعة أعوام”، وأضافت أن الشركتين تخططان لمشاركة الأفكار والخبرات. لكن محللين يستبعدون أن تنجح تينسنت في إحداث فارق في تقييم سناب وقال بريان ويزر، المحلل في بايفوتال ريسيرتش، “يبدو من غير المرجح تماما أن تينسنت ستكون في وضع يُمكّنها من شراء الشركة بالكامل، بالنظر إلى الحساسية حول النفوذ الأجنبي في وسائل الإعلام الاجتماعية في الولايات المتحدة، وبالنظر إلى مشاكل الصين الخاصة مع الاستثمار الأجنبي في الوقت الحاضر، يبدو من غير المرجح بالقدر نفسه أنه سيُسمح لسناب بإقامة موطئ قدم في الصين”. وأضاف ويزر “مع ذلك، يُمكن أن يُساعد هذا على إيصال رسالة بأنه يوجد شخص على الأقل يؤمن بالإمكانيات على المدى الطويل للشركة”. وكانت سناب شات بحاجة ماسة إلى إظهار الاهتمام بأنها تستقطب المستثمرين الذين يؤمنون بقدراتها ونجاحها في عالم الإنترنت شديد المنافسة، ولا سيما بعد أن قام الرؤساء التنفيذيون في الشركة بتغيير الاستراتيجية. وقال المحلل جان دوسون، من شركة “جاكدو ريسيرتش”، إن ما قامت به الشركة تقريبا هو “تغيير كامل في استراتيجية الأعوام القليلة الماضية”. وتركز طموح سناب شات الجديد على إيجاد طرق أكثر قدرة على الوصول إلى المستخدمين كبار السن والأسواق التي تملك شبكات لاسلكية أقل تطورا، بدلا من التركيز على التركيبة السكانية الأساسية للبالغين الأقل من 30 عاما في أماكن ذات تغطية خلوية عالية السرعة. حتى أن الشركة كشفت أن إعادة التصميم فيها جارية وهي خطوة غير مسبوقة لسناب شات التي نافست أبل في محاولاتها للحفاظ على سرية خطط منتجاتها. وأضاف دوسون “أسطورة سناب شات لفترة طويلة كانت إيفان سبيغل، عبقري المنتج. لكن يبدو أن غريزته لا تخدم الشركة جيدا”. بدوره دافع سبيغل الأسبوع الماضي عن تطوير المنتجات من خلال “الفرضية” بدلا من الاستناد إلى القرارات، وأشار إلى حقيقة أن شكل قصص سناب شات المقلَّد كثيرا “لم يستخدمه في الأساس أيّ أحد خلال الأشهر الستة الأولى أو أكثر”. وحظي المتشككون في سناب شات بمثال حول كيف يمكن لعملية صنع القرار في الشركة أن تصاب بالاختلال. فقد أصيبت الشركة بضربة كلفتها 40 مليون دولار تمثلت في مخزونها غير المباع من نظّارتها الذكية التي تعمل كاميرا فيديو. وأفاد دوسون “يغلب على ظني أن هذا كان قرارا قائما على الغرور وليس على البيانات”. وفي مكالمة مع المحللين، شدد سبيغل “كانت هناك تغييرات كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة جدا، وكان هذا هو الوضع طيلة حياة الشركة خلال السنوات الست الأخيرة. أظن أننا لسنا خائفين من إجراء التغييرات من أجل مصلحة الشركة على الأمد الطويل”.
مشاركة :