المهرجان يسعى إلى استكشاف خطابات ومواقف جديدة، تنادي بإيجاد خطاب ومعجم يكشف عن حقيقة التفاعلات المربكة للأشكال المسرحية المهاجرة.العرب [نُشر في 2017/11/16، العدد: 10814، ص(15)] الحوار الدائم بين المسرح وباقي فنون المدينة طنجة - أعلن المركز الدولي لدراسات الفرجة بطنجة (المغرب)، في بيان صحافي، أن الدورة الـ13 من مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية ستنطلق خلال الفترة من 24 إلى 28 نوفمبر الجاري، متضمنة، على غرار الدورات السابقة، جانبا علميا من خلال الجلسات النقدية لندوة المهرجان الدولية وجانبا فرجويا يشتمل على عروض مسرحية، فرجات، أفلام وثائقية، ورشات تكوينية، ومعرض للصور الفوتوغرافية توثق ذاكرة المسرح والفرجة في المغرب. وجاء في بيان المركز أن محور نقاش الندوة العلمية لهذه الدورة يتمحور حول “الأشكال المسرحية المهاجرة”، في محاولة لمواصلة النقاش المتعلق بأسئلة تناسج ثقافات الفرجة على وجه الخصوص، واجتراح أسئلة جديدة متعلقة بفنون الفرجة عموما. ويأتي اقتراح هذا الموضوع للنقاش، لأن المسارح تعد ملتقى طرق لثقافات العالم المتعددة، ونقطة التقاء تلعب فيها الحركية والترجمة أدوارا مهمة في تناسج ثقافات الفرجة وفي البيئة الثقافية؛ ذلك أن المسارح فضاءات بينية للاحتكاك الثقافي، تلتقي فيها الثقافات المهاجرة. وأوضح البيان أن الغاية من إثارة موضوع “الأشكال المسرحية المهاجرة” تسليط المزيد من الضوء على فضاءات الاحتكاك بين ثقافات فرجوية مختلفة، وما يترتب عن تفاعلاتها من “تلق منتج” بوصفه الوجه الآخر للأشكال المسرحية المهاجرة. ويسعى المهرجان من خلال فعالياته المختلفة إلى استكشاف خطابات ومواقف جديدة، تنادي بإيجاد خطاب ومعجم يكشف عن حقيقة التفاعلات المربكة للأشكال المسرحية المهاجرة. ويمكن تفسير هذا الطموح الجديد برغبة ملحة في إعادة مساءلة مختلف العلاقات التي ربطت بين المسرح العربي ونظيره الغربي، وأيضا البحث عن معجم أو “مصطلحات جديدة” تُقِر بضرورة إعادة إلقاء نظرة كارتوغرافية (علم إنتاج الخرائط) على التوزيع والانتشار الجغرافي- الثقافي حول العالم؛ حيث تتم مقاربة الإبداعات المسرحية الإنسانية- بما فيها المغاربية والعربية- من خلال واقع انتقال الخبرة والمعرفة، وإعادة توزيعهما عبر المعمور عن طريق تبادل الأشكال الإبداعية، واقتراضها وتداولها من طرف الثقافات والحضارات المختلفة، من دون إغفال جانب الهيمنة، الذي غالبا ما يتعلق وينتقل مع هذا النوع من التعاطي الذي ينتج عنه نوع غير متكافئ من التلاقح الثقافي. وفي ضوء هذه النقاشات والتأملات النظرية، سيجتمع باحثون وخبراء من مختلف أنحاء العالم للانضمام إلى طاولة النقاش، وعرض أفكارهم وتأملاتهم حول مجموعة من الإشكاليات المختلفة التي تتعلق بالمحاور المقترحة الآتية: ما العمل لأجل بناء ثقافة فرجوية كونية حقة تتجاوز قيود الإمبريالية الكونية وانتقال تقنيات الجسد (في المسرح والرقص وفنون الأداء الأخرى) عبر البلدان والتقاليد الفرجوية، والمسرح والهجرة، والتعاون الدولي ومبدأ التبادلية، إضافة إلى فضاءات الاحتكاك الثقافي الأدائية والترجمة، ونقد الهجنة: الأداء مقابل السلطة، والممارسة المسرحية في “ما بعد المستعمرة”: التلقي المنتج والتفاوض بخصوص المعنى/ السلطة؟ ومن جهة أخرى، أكد البيان أن المهرجان برمج ضمن فقراته 11 عرضا فرجويا يروم تعميق النقاش الفكري من خلال مسرَحة أشكال مسرحية مهاجرة متعددة من هنا وهناك، وهو ما من شأنه تثمين فلسفة المهرجان القائمة على الحوار الدائم بين المسرح وباقي فنون المدينة من جهة، وبين الإبداع والنقد من جهة ثانية، وهو حوار ذو حدين يقوده الفنان ويؤطره الباحث. هذا إضافة إلى محاضرات افتتاحية ولقاءات مفتوحة مع خبراء دوليين من مختلف أنحاء العالم، وأفلام وثائقية تشكل موضوع النقاش، إلى جانب عرض موسيقي يقدم حوارية تمتزج خلالها موسيقى الشعوب الأصيلة مع موسيقى الجيل الجديد، وتكريم الباحثة الألمانية كريستل فايلر، والمسرحي المغربي محمد بهجاجي، وتقديم أكثر من تسعة إصدارات جديدة من منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة، وعقد محاضرات رئيسية وجلسات نقدية بمشاركة باحثين وفنانين من المغرب والعالم العربي، وتنظيم ورشات للمسرحيين المحترفين والهواة والأطر التربوية التي تؤطر أندية المسرح في المؤسسات التعليمية، يديرها خبراء دوليون من تونس وألمانيا وفرنسا.
مشاركة :