فلسفة مارسيلو بيلسا في كرة القدم

  • 11/16/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من إنجازاته القليلة، وعدم تتويجه بلقب كبير مع نادٍ أو منتخب، فإن مارسيلو بيلسا يعتبر من أشهر مدربي العالم، فهو المدرب الوحيد الذي على قيد الحياة، وملعب يحمل اسمه وأيضاً له رابطة مشجعين حول العالم، ويعتبر ظاهرة في عالم كرة القدم، فهو يتمتع بشعبية كبيرة ليس في الأرجنتين فقط بل في العالم كله، وعندما سئل المدرب الإسباني الشهير بيب غوارديولا في إحدى الندوات الصحفية مَن هو أفضل مدرب في العالم؟ أجاب: مارسيلو بيلسا. سنحاول في هذه التدوينة أن نُسلط الضوء حول هذا المدرب المخضرم. مَن هو مارسيلو بيلسا؟ لن أطيل الحديث في سرد السيرة الذاتية لهذا المدرب، بل سأكتفي بسؤال طُرح في إحدى الندوات الصحفية على المدرب الإسباني بيب غوارديولا: من هو أفضل مدرب في العالم؟ فأجاب: مارسيلو بيلسا. ولكم أن تتخيلوا أن كلاً من بيب غوارديولا وسيميوني وزيدان و بوكييتينيو قد أخذ دروساً في كرة القدم عند بيلسا. إنه ليس مدرباً فقط إنه مجدد في عالم كرة القدم، ثائر فريد من نوعه، أو مجنون، نعم إنه مجنون جنون العباقرة، كما قال اللاعب المغربي عبد العزيز برادة، فهو المدرب الوحيد الذي على قيد الحياة، وملعب في الأرجنتين باسمه، وله رابطة مشجعين حول العالم. شغف بيلسا بكرة القدم سر نجاحه أفكر بكرة القدم، أتكلم كرة القدم، أقرأ كرة القدم، هذه إحدى عباراته التي تدل على مدى حبه وعشقه لهذه اللعبة، كما يروي هو أنه عندما كان مدرباً لنادي الولد بويز الذي وصل للقمة تحت قيادته، وفي إحدى المباريات خسر 5/0 عاد إلى بيته، وأغلق باب غرفته وانخرط في البكاء، جاءت زوجته لتحاول أن تخفف عنه وسألته: ماذا أنت فاعل؟ فقال: لن أتخلى عن فلسفتي ولن أتراجع. وعند الخروج من المونديال مع المنتخب الأرجنتيني عام 2002 اختفى عن الأنظار مدة 3 أشهر في مزرعته، وكان يراجع أشرطة الفيديو للمباريات التي خاضها للوقوف على أسباب الخسارة، وتدارك الأخطاء، وعندما عاد لم يقدم استقالته، بل كان مصمماً على تقديم لقب لمنتخب بلاده وهو ما حدث في الألعاب الأورلمبية بعدما أحرز المنتخب الأرجنتيني أولى ميدالياته الذهبية في كرة القدم تحت قيادته. الضغط العالي الذي يطبقه بيلسا شعار بيلسا الدائم: الركض هو كل شيء الجميع يدافع، والجميع يهاجم، والجميع يركض طوال الـ90 دقيقة حتى يعلن الحكم نهاية المباراة. ما هو الضغط العالي؟ هو أسلوب يهدف إلى استعادة الكرة بعد خسارتها بشكل مباشر، والفكرة هي أن يقوم عدد من اللاعبين بمحاصرة اللاعب الذي كسب الكرة، والذي يكون هدفاً سهلاً؛ لأنه لا يكون قد حصل على الوقت الكافي؛ ليرى تمركز زملائه، وباقي لاعبي الخصم على أرضية الملعب، وبهذا تسترجع الكرة. لكن هناك مشكلة تواجه هذه الطريقة؛ لأنها تتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً جداً، وتركيزاً عالياً، وهو قد لا يتحمله اللاعبون كما حدث مؤخراً مع نادي مارسيليا الذي انهار في الجولات الأخيرة من البطولة الفرنسية، والذي كان قريباً من التتويج بالدوري. مشكلة بيلسا مع الإنجازات بعد الخروج من كأس العالم 2002 من الدور الأول، اعتقد الجميع أن بيلسا سيستقيل، لكنه عاد وكان مصراً على إهداء بلده لقباً، وما حدث في أولمبياد أثينا 2004 عندما توج بالميدالية الذهبية. بعد ذلك كانت محطة أخرى لبيلسا هذه المرة في الشيلي، عندما قاد الفريق للتأهل إلى كأس العالم 2010 والوصول للدور الـ16 من هذه المسابقة. بعد ذلك انتقل إلى تدريب نادي أتلتيك بيلباو الذي وصل معه إلى نهائي الدوري الأوروبي عام 2012 ونهائي كأس ملك إسبانيا. مارسيليا 2014/2015 بعد احتلالها المركز الـ6 في الموسم 2014/2013 يأتي مارسيلو بيلسا إلى نادي الجنوب الفرنسي؛ ليقوم بثورة في الفريق بفلسفته الكروية المدهشة، ويستخرج من اللاعبين الطاقات الكامنة؛ ليكون مارسيليا متصدراً للدوري الفرنسي، لكنه للأسف يخسر الدوري في الجولات الأخيرة من المسابقة. على الرغم من تدريبه للعديد من الأندية، سواء في الأرجنتين أو إسبانيا أو فرنسا، واقترابه دائماً من تحقيق لقب كبير ووصوله في العديد من المناسبات لمباراة نهائية، فإن بيلسا لحد الآن لم يستطع تحقيق لقب كبير، وعلى الرغم من هذا يبقى واحداً من أقدر مدربي لعبة كرة القدم حول العالم. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :