استضاف مركز اليرموك الثقافي، ضمن فعاليات الموسم الثقافي لدار الآثار الإسلامية، فرقة «غزل» الهندية في أمسية موسيقية تراثية بنكهة غربية. ضمن فعاليات الموسم الثقافي الـ23 لدار الآثار الإسلامية، احتضن مركز اليرموك الثقافي أمسية موسيقية استثنائية بطابع هندي ذي نكهة غربية تجمع الأصالة والحداثة، في حوار أصيل بين الحضارات على جسر من الأنغام. وجاءت الأمسية بعنوان غزل «محادثة» لفرقة «غزل»، بقيادة الفنان مارينال كاسيوا، أمام حضور جماهيري كبير، تفاعل مع أنغام مارينال، واستطاع ان يمزج بين الطابع العصري والاصالة والحداثة بروح موسيقى الروك والبلوز، مع الحفاظ على الطابع الأصلي التقليدي، في سابقة هي الأولى من نوعها في دار الآثار الإسلامية. ويقف مارينال على المسرح في مواجهة الجمهور بمعية فرقته الموسيقية التي تتكون من ثلاثة عازفين على آلات هندية فلكلورية وأخرى مودرن مثل الغيتار، يحافظ مارينال ورفاقه على القالب الهندي الأصيل المتمثل في الملابس التقليدية التي تعبر عن روح التراث القديم، ليعزف على الغيتار مقطوعات تمتزج فيها الألحان والموسيقى الهندية مع نظيرتها الغربية، تحت إضاءة معبرة تمزج بين عذوبة الألحان وجمال الصورة. ولفرقة «غزل» خصوصية تميزها بين نظيرتها من الفرق الهندية، إذ يكمل كل من أعضائها الآخر، في إطار منظومة من الإبداع الفني، واستطاع مارينال كاسيوا، قائد الفرقة، أن يقدم العديد من الأعمال الغنائية من تأليفه وتلحينه، فضلا عن نقل العديد من الأعمال المستوحاة من التراث الهندي الاصيل، كما نقل مارينال وأعضاء فرقته بأمانة العشرات من الأغنيات القديمة دون العبث بهويتها. وقدم مارينال على مدار ساعة ونصف 10 أغنيات منوعة تفاعل معها الجمهور، فكانت البداية مع أغنية «ZARA ZARA» ومنها إلى «AAGHOSH»، ثم يمضي الفنان الهندي وفرقته مدفوعا بتفاعل الحضور. وبدا واضحا تفهم كاسيوا لذائقة العرب وشغفهم بالألوان الموسيقية ذات النكهة الغربية، فيقدم «BAARISHON MEIN»، أما رابع اختيارات الفرقة الهندية فكان أغنية «AE SANAAM»، ومنها إلى «APNE HOTHON PE». وبعد ثوان التقط خلالها مارينال وفرقته الأنفاث، عادوا مجددا للعزف وشدا الفنان الهندي بأغنية «SUKOON»، وازداد تفاعل الجمهور مع اقتراب الأمسية من نهايتها، فقدم المطرب الهندي «NAAZ» وتلاها بأغنية «AAZMALE MUJHE». واختتم مارينال الأمسية بـ»NADIYAN»، ليودع الحضور وقد ترك انطباعا ايجابيا بما قدمه من موسيقى تحمل فكرا متطورا، استطاع من خلالها ان يحقق المعادلة الصعبة في الحفاظ على الارث الثقافي الهندي مع إضفاء لمسات غربية. وكانت دار الآثار الإسلامية نظمت مجموعة من الأنشطة المميزة خلال الفترة الماضية، منها محاضرة بعنوان «فن الزخارف الإسلامية: أهمية الزخرفة الهندسية»، ألقاها د. جيوفاني كوراتولا، وهو بروفيسور في جامعة يودين بإيطاليا، وله أكثر من 100 بحث علمي حول الفن الإسلامي، لاسيما أن التصاميم الهندسية في الفن الإسلامي غلب عليها تكرار استخدام مجموعات المربعات والدوائر التي تتشابك، كَفن الأرابيسك، إضافة إلى فنون الخط والزخرفة. كما كان جمهور دار الآثار على موعد مع أمسية موسيقية، بالتعاون مع السفارة الألمانية، قدمها العازفان كريستوف كاكزتا- فلوت، وبيري شاك-غيتار، وتضمنت مزيجا من الأنغام الساحرة والأعمال المنوعة، التي لاقت استحسان الحضور الكبير الذي تفاعل مع موسيقى الفرقة الألمانية، التي اتسم أداؤها بالتناغم والانسجام بين الثنائي كريستوف وبيري.
مشاركة :