التغيير في السعودية عادة يكون بطيئاً جداً، ولكن تغير الأمر في الوقت الحاضر مع النخبة الحاكمة، التي تعمل طوال الوقت، وتقفز خطوات كبيرة للأمام، وقد أحدثت هزة مفاجئة ومذهلة قبل أيام قليلة. فقبل أسبوعين أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز سلسلة أوامر ملكية جديدة، من أبرزها تشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد يرأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومن ضمن مهامها حصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة في قضايا الفساد العام، استمراراً لنهج حماية النزاهة ومكافحة الفساد والقضاء عليه، وتطبيق الأنظمة ضد كل من تطاول على المال العام أو أساء استخدام السلطة والنفوذ. ويذكر تقرير قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، أن الفساد في السعودية كان مشكلة منذ فترة طويلة، إلا أن الوضع حالياً بدأ يختلف كثيراً مع رئاسة الأمير محمد بن سلمان للجنة، مشيراً إلى ما يفعله "ثورة" تبدأ من الأعلى تستحق الثناء والترحيب، عكس ثورات الربيع العربي التي مزقت الدول والشرق الأوسط، ودمرت الشعوب والاقتصاد. وأضاف التقرير أن الأمير محمد بن سلمان يعرف كشخصية "مصلحة"، فهو من هندس لرؤية 2030، وهو البرنامج الاقتصادي والاجتماعي الطموح، كما أنه الشخصية التي تعمل لإعادة المجتمع إلى الإسلام المعتدل الأكثر تسامحاً. وأشار إلى أن الشعب السعودي بالأغلبية الساحقة يدعم حملة مكافحة الفساد لتطهير السعودية، كما أنه يدعم الإصلاحات التي تقوم بها الدولة لإحداث تغيير اقتصادي واجتماعي.
مشاركة :