* مقتل 445 شخصاً وإصابة 9400 وتدمير 13 ألف وحدة سكنية جراء الزلزال المدمر* النظام الإيراني يخفي الإحصاءات الدقيقة حول خسائر الكارثة* أمريكا ترصد أموال خامنئي و80 مسؤولاً بنظام "ولاية الفقيه"طهران - ثامر أحمديتواجه السلطات الإيرانية صعوبة في إيصال مساعداتها إلى المنكوبين في المناطق النائية من الزلزال الذي ضرب غرب البلاد الأحد الماضي، فيما تتواصل عمليات البحث عن ناجين محتملين، وسط غضب شعبي، من عجز الحكومة عن مواجهة أضرار الكوارث الطبيعية، في حين تشير تقارير إلى أن النظام الإيراني يخفي الإحصاءات الدقيقة والحقيقية عن الخسائر جراء الزلزال المدمر.وتسبب الزلزال الذى وقع ليلة الأحد فى إيقاع أضرار جسيمة فى 7 مدن و1930 قرية فى في محافظة كرمنشاه الحدودية مع العراق. وطبقا للإحصاءات الرسمية، فان الزلزال أودى بحياة 445 شخصا وأدى إلى إصابة نحو 9400 آخرين، ودمر 13 ألف وحدة سكنية فى المناطق الحضرية والريفية بالمحافظة. وشكا مواطنون من عجز الحكومة عن مواجهة الكوارث وعدم التحرك بسرعة لإغاثة متضرري الزلزال.ونقل مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن مواطن إيراني تضرر من الزلزال قوله «لم تقدم الحكومة أي مساعدة حتى الآن، لا طعام، ولا ماء، ولا ملابس، ولا خيام، ولا شيء، لقد بتنا في العراء، وهذا هو وضع وطننا، الكهرباء والماء والغاز والهاتف كلها مقطوعة، كل شيء مقطوع تماما، والمدينة بأكملها دمرت تماما».وأعلن المتحدث باسم خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة لإدارة أعمال الإغاثة بهنام سعيدي للتلفزيون الرسمي، أن الزلزال الذي ضرب غرب إيران مساء الأحد، وبلغت قوته 7.3 درجات، أسفر عن مقتل 445 شخصا، وفق الحصيلة الرسمية الأخيرة. وأفادت وسائل إعلامية إيرانية نقلا عن مصادر رسمية مختلفة بأن عدد الجرحى نتيجة الكارثة يتراوح بين 7700 و9400. وقالت وكالة الأنباء الطلابية «إيسنا» إن السلطات المحلية أعلنت أن كل المدارس في المحافظة ستغلق أبوابها بدءا من الاثنين وستعيد فتحها السبت، وهو اليوم الأول في الأسبوع في إيران، باستثناء المدارس في مدن سربل ذهاب وقصر شيرين وثلاث باباجاني، الأكثر تضررا جراء الهزة الأرضية. وفي المحصلة، دُمر أو تضرر 30 ألف منزل، وفق التقديرات المحلية ويواجه عشرات آلاف الأشخاص احتمال العيش خارج منازلهم.ونُصبت 51 ألف خيمة في المناطق المنكوبة مخصصة للإقامة الطارئة، حسب ما ذكرت وكالة أنباء إيرنا الإيرانية الرسمية.وفيما تتضاعف المبادرات الشعبية في البلاد لاستكمال مساعدة الطوارئ التي تقدمها السلطات، أطلق سعيدي عبر التلفزيون الرسمي نداء لتقديم أغطية بلاستيكية. ونظرا لتوقعات الأرصاد الجوية التي أعلنت احتمال هطول أمطار في الأيام القادمة في المناطق المنكوبة، قال سعيدي إنه يخشى أن تكون الخيم غير كافية لحماية العائلات من المطر.وفي كويك، مجموعة القرى التي تبعد نحو 15 كلم شمال سربل ذهاب، المدينة الأكثر تضررا بالزلزال، كانت غالبية المساعدات التي وزعت على السكان بمبادرات فردية.والمساعدات التي توفرت من مياه وأغذية وبطانيات في المنطقة من محافظة كرمنشاه على الحدود مع العراق تتم بشكل أساس عبر مدنيين أتوا على متن سياراتهم، بعضهم من كردستان المجاورة على بعد 100 كلم.ووسط الركام في القرى التي يسكنها مربو مواشي وفلاحون ودمرت بنسبة 50%، يعبر السكان عن الخوف من انتشار الأوبئة بسبب جيف الحيوانات التي لا تزال تحت الأنقاض.وسلطت وسائل الإعلام تركيزها على الأضرار الجسيمة التي سجلت في سربل ذهاب على صعيد مشروع «مسكن مهر» البرنامج الوطني للإسكان بأسعار مخفضة إبان رئاسة محمود أحمدي نجاد «2005-2013»، وسط أجواء من الاستنكار على شبكات التواصل الاجتماعي. وكتب الرئيس حسن روحاني على موقعه الإلكتروني الرسمي «تعرض مبان شيدتها الحكومة لأضرار جسيمة بينما منازل بناها أفراد لا تزال سليمة دليل على حصول فساد».وفي تطور آخر، أقرت لجنة الشؤون المالية في مجلس النواب الأمريكي، قانوناً يلزم وزارة الخزانة الأمريكية بالكشف عن أموال المرشد الإيراني علي خامنئي، و80 شخصاً من كبار مسؤولي النظام الإيراني وقادة الحرس الثوري. وحاز القرار الذي جاء تحت مشروع قانون «إتش أر 1638» وبعنوان «شفافية أموال وممتلكات قادة إيران» بموافقة 43 عضواً مقابل 16 صوتاً معارضاً.
مشاركة :