Follow إن لم يكن ذلك الشاب السعودي المنتمي إلى تنظيم داعش قد حاول مراوغة الجيش العراقي الذي وقع في قبضته خلال المعارك الدائرة بين الجيش والتنظيم في العراق حين قال «إنه أتى للقتال في العراق قادما من سورية بناء على أوامر من قائد الكتيبة الداعشية التي وجهته لتحرير منطقة مروانة العراقية من اليهود ومن الجيش العراقي»، إن لم يكن مراوغا في إجابته فإن تلك الإجابة تجسد حجم الجهل الذي يقود بعض الشباب إلى الاستسلام لمن يغريهم بالخروج من أمن أوطانهم إلى جحيم الموت في معارك مشبوهة الأغراض والنوايا، ذلك الجهل الذي لم يترك فرصة لذلك الشاب كي يتساءل وهو السعودي الهوية عن معنى خضوعه وتنفيذه لتوجيهات قيادة سورية تطلب منه أن يتوجه إلى العراق كي يحررها من العراقيين وجيشهم، كما تكشف تلك الإجابة عن جهل يبلغ حد التسليم بإملآت وتوجيهات بتحرير العراق من اليهود، وكأن ذلك الشاب لم يسمع قط بفلسطين ولم يعلم قط بأن اليهود يحتلون فلسطين وليس العراق. وعلى الرغم من أنه ليس بمستبعد أن يكون تنظيم داعش الإرهابي قد درب من ينتمون إليه على المراوغة بإعطاء إجابات «بلهاء» عند وقوعهم في الأسر يموهون بها عن طبيعة أغراضهم وأهدافهم من وراء الحرب التي يخوضونها في العراق والشام إلا أنه ليس بمستبعد أن يكون هذا الشاب وأمثاله قد وقعوا ضحية غسل دماغ منظم جعلهم يصدقون ما يملى عليهم ويخوضون حربا كان قليل من التفكير كفيلا بتجنبهم خوضها والتعرض للموت فيها. هذا الشاب يجسد حقيقة أن ثمة خللا في التفكير يقف وراء سقوط هؤلاء الشباب في إغواءات وإغراءات الجماعات الإرهابية، وإذا كان هذا الشاب من منسوبي إحدى جامعاتنا فإن بإمكاننا أن نرى أن هذا الخلل ليس ناتجا عن غياب المعرفة، بل عن فشل القدرة على التفكير السليم الذي يقود إلى مناقشة المعرفة ونقدها قبل الاستسلام لها والوقوع في شرك من يستخدمونها سبيلا لاستدراج شبابنا والزج بهم وقودا لعمليات إرهابية تحت شعارات دينية زائفة. عكاظ
مشاركة :