نفت الصين تلميح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى تخليها عن اقتراحٍ لتسوية الأزمة مع كوريا الشمالية، فيما شدد الجيش الأميركي على أهمية الديبلوماسية المدعومة بالقوة العسكرية، للتعامل مع البرنامجين النووي والصاروخي لبيونغيانغ. ودعت بكين مراراً الى «مقاربة من مسار مزدوج»، توقف فيها واشنطن مناوراتها العسكرية مع سيول في شبه الجزيرة الكورية، في مقابل تجميد بيونغيانغ برنامجيها النووي والصاروخي. ولمّح ترامب الأربعاء، بعد جولة آسيوية شملت خمس دول التقى خلالها الرئيس الصيني شي جينبينغ، الى تراجع الأخير عن تلك المقاربة. وقال: «يدرك الرئيس شي أن كوريا شمالية نووية هي تهديد خطر على الصين. اتفقنا على اننا لن نقبل ما يُسمى اتفاق تجميد مقابل تجميد، كتلك التي فشلت باستمرار في السابق». لكن ناطقاً باسم الخارجية الصينية أكد ان موقف بكين لا يزال «متسقاً وواضحاً»، مضيفاً: «نظراً الى الظروف الراهنة، نعتقد بأن مبادرة التجميد مقابل التجميد هي أكثر الخطط واقعية ومنطقية وعدلاً والممكن تنفيذها». ورأى ان تلك المقاربة «لا تهدئ فحسب الوضع الحالي المتأزم، بل ايضاً تمثل حلاً لأكثر المخاوف الأمنية الملحة لجميع الأطراف، وتعطي فرصاً وتخلق ظروفاً لاستئناف محادثات السلام وتحقق اختراقاً للخروج من الجمود». وتابع: «نأمل بأن يكون لدى جميع الأطراف المعنيين مقاربة جدية وأن ينظروا بإيجابية الى حسن نية الجانب الصيني. (استخدام القوة العسكرية) ليس خياراً». وكان ترامب قال الأربعاء: «عندما ألقيت خطاباً امام البرلمان الكوري الجنوبي، قلت الحقيقة في شأن نظام كوريا الشمالية، وقلت بوضوح انني لن اسمح لهذه الديكتاتورية المنحرفة بأن تأخذ العالم رهينة، في مقابل ابتزازها النووي». ودافع عن «نجاح» جولته الآسيوية، قائلاً: «طلبنا من كل الدول ان تدعم حملتنا لممارسة اقصى الضغوط لنزع القدرات النووية من كوريا الشمالية. كل مكان ذهبنا اليه، حيّا مستضيفونا الأجانب الوفد الأميركي، بما فيهم شخصي، بحرارة لا تُصدق والأهم باحترام». لكن السيناتور الديموقراطي ادوارد ماركي اعتبر ان ترامب فشل في «تحقيق تقدّم ملحوظ» في «ملفات اقتصادية وأمنية حاسمة» خلال الجولة. وأضاف: «بدل الاستفادة من رسائل الدعم من اليابان وكوريا الجنوبية لأهمية الوحدة ازاء التهديد الكوري الشمالي، راح ترامب يغرّد حول جهوده لكسب صداقة كوريا الشمالية التي وصف زعيمها كيم جونغ اون بالقصير والبدين». كما شهدت زيارته اعلان 11 دولة حليفة في منطقة آسيا - المحيط الهادئ، أنها ستمضي في اتفاق للتجارة الحرة، بعدما سحب ترامب الولايات المتحدة منه. وقال نات اولسون من مركز «ستيمسون»: «الولايات المتحدة خارج اللعبة. فيما يتقلّب الموقف الأميركي بين الدفاع و(سياسة) الأرض المحروقة، تسعى دول اخرى الى اعادة رسم المناخ التجاري لمصلحتها. التقدّم نحو ايجاد بديل (لاتفاق) الشراكة عبر المحيط الهادئ (هو) المثال الأخير» على ذلك. وعشية وصول مبعوث لشي جينبينغ الى كوريا الشمالية اليوم، قال الأميرال هاري هاريس، قائد القوات الأميركية في منطقة المحيط الهادئ: «يجب أن تكون الديبلوماسية المحور الأساسي لجهود التعامل مع كوريا الشمالية، ولكن يجب أن تكون مدعومة بقوة عسكرية يمكن الاعتماد عليها». واعتبر هاريس الذي التقى في طوكيو، رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ووزير الدفاع إيتسونوري أونوديرا، أن المناورات العسكرية المشتركة الأخيرة، التي شاركت فيها قوات يابانية وثلاث حاملات طائرات أميركية، وجّهت «رسالة بالغة القوة» لبيونغيانغ. وأضاف أن هذه المناورات ضربت «مثالاً على طريقة تعاون جيشينا». في السياق ذاته، ذكّرت رئيسة الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية تشو مي-إي يوم بأن ترامب «يؤكد كثيراً أنه يضع كل الخيارات على الطاولة»، وزادت خلال لقاء في مركز بحوث يتخذ واشنطن مقراً: «نريد التأكد من أن الخيار الخاص بشنّ حرب أخرى ليس مطروحاً على الطاولة. الولايات المتحدة تحت أي ظرف يجب ألا تستخدم خياراً عسكرياً من دون موافقة كوريا الجنوبية. يجب أن نسعى الى التوصل إلى حلّ سلمي للمسألة، بأي طريقة متاحة لنا». الى ذلك، جمّدت سنغافورة علاقاتها التجارية مع كوريا الشمالية، بعدما شدد مجلس الأمن عقوباته عليها. وحذرت المخالفين من امكان التعرّض لغرامات. على صعيد آخر، جُرح نحو 60 شخصاً واضطر 1500 الى الاحتماء في ملاجئ، بسبب هزة ارضية بلغت قوتها 5.4 درجة على مقياس ريختر، ضربت مرفأ بوهانغ في جنوب شرقي كوريا الجنوبية. وألحقت الهزة أضراراً بـ1100 مسكن وبنحو مئة مدرسة وبطرق وبنى تحتية عامة وعسكرية.
مشاركة :