تأجيل خليجي 23 عثرة قطرية كبيرة في الطريق إلى مونديال 2022

  • 11/17/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قطر تضع الكويت في موقف محرج بربط مصير البطولة بقضية رفع الإيقاف الدولي عنها.العرب  [نُشر في 2017/11/17، العدد: 10815، ص(3)]رياضة مع دين مع سياسة.. خلطة قطر العجيبة المسببة لمرضها الدوحة - أعطى تعثّر قطر في احتضان بطولة خليجي 23 لكرة القدم، إشارات بالغة السلبية بشأن عدم قدرة قطر على احتضان التظاهرة الرياضية الأهم والأكبر؛ نهائيات كأس العالم بعد حوالي أربع سنوات، خصوصا وأنّ الدوحة كانت تريد أن تجعل من بطولة خليجي “بروفة” عملية أخيرة تؤكّد من خلالها للعالم أهليتها لاحتضان التظاهرات الرياضية. وتنظيم مثل هذه التظاهرات إضافة إلى دعم فرق رياضية عالمية بأموال طائلة من قبل قطر ليس عملا رياضيا محضا، وإنّما هو عمل في صميم البروباغندا السياسية لقطر المحتاجة دائما لتحسين صورتها في ظل اتهامات دعم الإرهاب والتشدّد التي تلاحقها. ويُتوّقع على نطاق واسع أنّ فشل قطر في احتضان خليجي 23 سيكون معطوفا على فشل أكبر صدى مع غموض مصير قمّة مجلس التعاون الخليجي القادمة في ظلّ رفض عدد من دول الخليج الجلوس تحت سقف قمة واحدة مع دولة تعمل ضد استقرار المنطقة. ومنذ أمس الخميس بات تنظيم خليجي 23 رهين رفع الإيقاف الرياضي الدولي عن الكويت خلال أسبوعين، مع تأكّد عدم مشاركة الدول الخليجية الثلاث المقاطعة لقطر بسبب دعمها للإرهاب؛ السعودية والإمارات والبحرين في التظاهرة التي كان من المقرر أن تنطلق بالدوحة في ديسمبر المقبل. وسارعت قطر لإلقاء الكرة في ملعب الكويت، سيرا على ما دأبت عليه الدوحة من وضع ذلك البلد الخليجي في مواقف محرجة أمام دول الجوار بتحميله مسؤولية البحث عن مخارج لمخلّفات المقاطعة. وتأمل قطر أن يتم رفع الإيقاف الذي تفرضه الفيفا على الكويت لتشكل الأخيرة الضلع الخامس للدول المشاركة في خليجي 23 بعد أن قاطعت السعودية والإمارات والبحرين، وأعلنت العراق واليمن وسلطنة عمان وقطر نية المشاركة. وكان من المقرر أن تقام النسخة الحالية من البطولة في الكويت عام 2016، إلا أنه تم نقلها إلى قطر بسبب الإيقاف المفروض على الكويت بدءا من عام 2015 بسبب التدخل السياسي في الرياضة. وقال متابعون للشأن الخليجي إن الكويتيين سيكونون في وضع صعب، فإذا رفع عنهم الحظر وشاركوا، فسيُفهم ذلك على أنّه انحياز لقطر بمواجهة الدول الأربع التي بدأت مقاطعة قطر منذ الخامس من يونيو الماضي، وهو أمر سيضعها في مشاكل هي في غنى عنها. وأشاروا إلى أن القطريين يحمّلون الكويت حاليا مسؤولية إخراجهم من الأزمات التي خلقوها بأنفسهم، لافتين إلى أنّه فيما أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد يتوسط لدى السعودية لحلّ الأزمة، كانت الدوحة تستثمر هذه الوساطة لربح الوقت والهروب إلى الأمام وإطلاق التصريحات المستفزة. وتطالب جهات خليجية الكويت بأن تُفهم القطريين أنها ليست وسيطا محايدا، ولكنها مكلّفة من الرباعي المقاطع، وخاصة السعودية بإيصال الرسائل إلى الدوحة، ومطالبتها بتنفيذ ما عليها. ويعتقد مراقبون رياضيون أن فشل قطر في استضافة بطولة خليجي 23 سيحمل رسائل سلبية إلى المنظمات الرياضية في آسيا والمنظمات الدولية باستحالة استضافة الدوحة لفعاليات رياضية كبرى، وخاصة كأس العالم لكرة القدم 2022 بعد أن فشلت في إنجاح تظاهرة إقليمية محدودة. وبات مصير كأس الخليج لكرة القدم خليجي 23 عرضة للتأجيل ما لم يتم رفع الإيقاف الدولي عن الكويت خلال أسبوعين، مع إعلان الاتحاد الخليجي الخميس أن الدول المقاطعة للدولة المضيفة قطر، أي السعودية والإمارات والبحرين، باتت منسحبة رسميا من البطولة. وأمهل الاتحاد الخليجي ومقره الدوحة، الدول الثلاث حتى 13 نوفمبر لتحديد موقفها، علما أنها قاطعت في سبتمبر الماضي حفل سحب القرعة. إلا أن المهلة انتهت من دون تلقي الاتحاد أي رد، مع العلم أن أنظمة البطولة تشترط وجود خمسة منتخبات كحدّ أدنى لإقامتها، وهو ما سيكون غير ممكن في غياب الكويت، إذ أن الدول التي أكدت مشاركتها هي قطر وعمان والعراق واليمن فقط. وعقد المكتب التنفيذي للاتحاد الخليجي اجتماعا الخميس في الدوحة للبحث في مصير البطولة، أعلن على إثره أمينه العام جاسم الرميحي “عدم مشاركة الثلاثة فرق التي تم إرسال لها كتب لتأكيد المشاركة”. وأضاف أن الاتحاد قرر “إعطاء فرصة أخرى ومهلة جديدة لغاية 30 نوفمبر الحالي للنظر في موضوع الكويت ورفع الإيقاف في هذا الشأن، وفي حالة عدم رفع إيقاف الكويت، تؤجل البطولة ويضبط موعد آخر تحدده الدولة المستضيفة التي هي دولة قطر مع احتفاظها بحق الاستضافة”. ورغم أن الكويت تعاني من الإيقاف منذ العام 2015 بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على خلفية التدخل السياسي في الشأن الرياضي، أكد الرميحي وجود “بوادر إيجابية بهذا الشأن، وفي حال رفع الإيقاف عن الكويت ستقام البطولة بإذن الله في موعدها المحدد”، أي أن تنطلق في 22 ديسمبر المقبل. ولم يتطرّق الرميحي إلى تفاصيل هذه “البوادر”، إلاّ أنه أشار إلى وجود “خطوات إيجابية ستسمعون عنها قريبا”.

مشاركة :