تونسي.. أفضل ممثل في أيام قرطاج السينمائية الـ28“مصطفى زاد”، واحد من الأفلام التونسية الروائية الطويلة التي كانت مشاركة في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية في نسختها الـ28 المنتهية أخيرا، وهو فيلم من إخراج نضال شطا، تدور أحداثه حول قضية قد تبدو بسيطة جدا، ولكن لوسائل الإعلام القدرة على تحويلها إلى حدث هام وإلى قضية رأي عام، خاصة مع ترافقها لعشية أول انتخابات رئاسية حرة وحاسمة في تونس، عن الفيلم التقت “العرب” بطله الممثل التونسي عبدالمنعم شويات الحاصل على التانيت الذهبي لأفضل ممثل في الأيام، فكان هذا الحوار.العرب لمى طيارة [نُشر في 2017/11/17، العدد: 10815، ص(16)]عبدالمنعم شويات أثناء تتويجه بتانيت أفضل ممثل تونس – “مصطفى زاد” هو الشخصية الرئيسية والمحورية للفيلم التونسي الذي يحمل نفس اسم الشخصية، أي “مصطفى زاد”، والذي يلعب دوره عبدالمنعم شويات، وهو رجل يعاني من خلافات حادة مع زوجته (فاطمة ناصر) وابنه المراهق نتيجة لشخصيته السلبية أو الانهزامية. يتعرض لموقف تحجز من خلاله سيارته المتوقفة في مكان غير مسموح بالتوقف فيه، فيقرّر أن يمضي الليل داخلها ضاربا عرض الحائط بكل المحاولات التي تقوم بها الجهات الأمنية لإخراجه أو للتفاوض معه، وفي سبيل ذلك يقوم بوضع تسجيل على فيسبوك، يثير الشارع التونسي، والأهم من ذلك يستحوذ على إعجاب ابنه الذي طالما كان يرى أباه ضعيفا. وكان عبدالمنعم شويات بطل الفيلم، وهو بالمناسبة صاحب الفكرة الأساسية له، وأحد المموّلين في الإنتاج، قد نال جائزة أفضل ممثل في أيام قرطاج السينمائية الأخيرة."مصطفى زاد" هو رجل يعاني من خلافات حادة مع زوجته وابنه المراهق نتيجة لشخصيته السلبية والانهزامية منتج ومؤلف وممثل عن تجربة الفيلم وحضوره فيه كممثل وكاتب ومشارك في الإنتاج، تحدث عبدالمنعم شويات لـ”لعرب” قائلا “فكرة الفيلم كانت فكرتي، وبدأت حين كنت مع زوجتي وصديقي في تونس نشرب القهوة في أحد المقاهي، وعندما خرجت من المقهى وجدت أن الشرطة البلدية سحبت سيارتي لتوقفها في المكان الخطأ، وبعد أن غضبت للأمر، فكرت لو أنني لم أشأ أن أسدد أجر هذا الحجز/المخالفة، وبقيت داخل سيارتي، فما الذي يمكن أن يحصل؟ وتدريجيا تطورت الفكرة إلى أن وجدت التركيبة المناسبة، خاصة مع انطلاق الانتخابات الرئاسية يومها”. ويضيف الممثل التونسي “كنت أبحث عن مخرج يقبل بتقديم فكرة جاهزة، لأن أغلب المخرجين يكتبون الأفكار الخاصة بأفلامهم، على اعتبار أن ما لديهم من تقنيات يخوّلهم لكتابة أعمالهم جميعها بأنفسهم، وفي رأيي من الكافي جدا أن يكتب المخرج عمله الأول أو حتى الثاني، ليس أكثر، وبعد أن كتبت الفكرة قدمتها للمخرج نضال شطا وشاركت في كتابة الحوار مع المخرج والكاتب، ولأنني شاركت في التمثيل والكتابة كان من الصعب أن أجد شركة إنتاج تدفع لي ذلك، فشاركت بدوري في الإنتاج”. ويستطرد “أحسست أن فكرة الفيلم هامة، أولا للحديث عن تونس بشكل عام، وثانيا لكي أقول إنه كلما حدثت مشكلة في تونس يمكننا حلها ببساطة في غياب الصحافيين”. وعن أدائه التمثيلي الأقرب إلى المسرح منه إلى السينما في فيلم “مصطفى زاد”، يقول عبدالمنعم “نعم هذا صحيح، فهذا العمل بالعموم مبنيّ على ثلاثة أساسيات مسرحية، المكان والزمان والحدث، فأدائي كان مسرحيا، رغم معرفتي أنني أقدم عملا سينمائيا وأمام الكاميرا، إلاّ أن المخرج فسح لي المجال لكي أقدم الدور بطريقة مريحة لي، على سبيل المثال كنت أعرف تماما وبإحساسي متى ستفتح الشخصية نافذة السيارة ومتى ستغلقها، وهذا تحديدا بالنسبة لي كان يشبه عملي في المسرح”. من الفكرة إلى الإنجاز يخبرنا عبدالمنعم شويات أن إنجاز الفيلم استغرق منهم سنتين، بدءا من الفكرة التي خطرت في باله في العام 2014، مرورا بالدعم الخاص بوزارة الثقافة التونسية في العام 2015، وانتهاء بمرحلة التصوير في العام 2016، فسألناه، ما الذي تغير برأيك في تونس منذ بدأت الفكرة في 2014 وحتى عرضها اليوم في 2017؟ فأجاب “بشكل شخصي أنا مقتنع أنه لم يتغير شيء في تونس، أو أن التغييرات الحاصلة فيها طفيفة وبطيئة جدا وفي أكثرها نحو الأسوأ، فما زال المواطن التونسي البسيط يشعر بضغوط الحياة”.عبدالمنعم شويات: وفرة الإنتاج ستمنحنا فرصة اكتشاف مخرجين شباب متميزين ويسترسل “ما أريد أن أقوله عن الفيلم، أنه ليس فيلما تاريخيا، ولكنه فيلم آني ويتحدث عن فترة مهمة من تاريخ تونس، لكن هذا التاريخ متواصل إلى اليوم، وهو فيلم يحذّر من مستقبل إذا تم فيه تجاهل حرية المواطن العربي والتونسي وتطبيق القانون بالأهواء ومع هذه الفوضى، فإن صمت التونسي لا يعني أنه راض عمّا يحدث، وهذا واضح حتى في تركيبة الشخصية، حيث يلاحظ المشاهد أن انفجار الشخصية وارد جدا وفي كل لحظة، بوجود تلك الأحاسيس الداخلية التي تختلجها”. ويؤكد عبدالمنعم أنه يجب على السياسيين أن يهتموا بالسينما، وأن يشاهدوا أمثال فيلمه الأخير، لا فقط كما هو حالهم اليوم؛ لا يذهبون إلى السينما إلاّ حين يسافرون إلى فرنسا في إجازة فيصطحبون أولادهم إلى القاعات، ويقول “فالسينما الفرنسية والأجنبية لا تعنيهم كما السينما التونسية التي قد تلخّص الواقع وتعطيهم أفكارا وتحذرهم من أشياء وربما تقدّم لهم الحلول حولها، وأتمنى من كل قلبي أن يحضر المسؤولون أفلامنا التونسية التي تطرح القضايا الاجتماعية الحارقة”. وعن الإنتاج السينمائي التونسي الكثيف هذا العام، يقول عبدالمنعم شويات “كثرة الأفلام مهمة جدا، ونتجت هذه الكثرة عن وجود العديد من الشبان تعلموا السينما داخل تونس من خلال المعاهد التي لم تكن متوفّرة سابقا، وكان لزاما عليهم السفر إلى الخارج لدراستها، ومع وجود إمكانيات التمويل الشخصية والذاتية أو الوزارات والجهات الأخرى كالمنظمات والجمعيات، كل ذلك مجتمعا زاد من الإنتاج السينمائي التونسي مؤخرا، وأكيد أن زيادة الإنتاج ستمنحنا فرصة اكتشاف مخرجين شباب متميزين”.
مشاركة :