قنوات مصرية تستثمر وجوها إعلامية قديمة لاستعادة الجمهور بقلم: أميرة فكري

  • 11/17/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

قنوات مصرية تستثمر وجوها إعلامية قديمة لاستعادة الجمهوراستطاع عدد من الإعلاميين البارزين في مصر العودة إلى المشهد التلفزيوني، بعد توقف لفترة طويلة، بفضل ما يمتلكونه من جمهور عريض، تحتاجه الفضائيات المصرية لرفع مستوى المشاهدة وتعويض الخسائر التي تعرضت لها بسبب تراجع ثقة الجمهور.العرب أميرة فكري [نُشر في 2017/11/17، العدد: 10815، ص(18)]إبراهيم عيسى إلى الواجهة مجددا القاهرة - تستعين قنوات فضائية مصرية بوجوه إعلامية قديمة غابت عن المشهد خلال الآونة الخيرة، أملا في استعادة حضورها على الساحة وإنعاش برامجها بإعلاميين لهم قاعدة عريضة من الجمهور. ويحاول مالكو القنوات الفضائية إيجاد حلول وأساليب جديدة لرفع نسب المشاهدة، بعد الخسائر المتلاحقة التي تعرضوا لها، وفشلت الوجوه الحالية في استقطاب الجمهور والمعلنين، لذلك كان أقصر الحلول اللجوء إلى إعلاميين مثل إبراهيم عيسى ومحمود سعد وعمرو الليثي وعماد أديب وخيري رمضان وهالة سرحان ولبنى عسل، كانوا قد أثاروا جدلا بمواقف سياسية أو اجتماعية أو منتقدة للحكومة، ما يزيد من فرص جذب الجمهور مجددا. ويعود إبراهيم عيسى إلى تقديم برنامج “حوش عيسى”، على فضائية “أون تي في” المملوكة لرجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، المعروف عنه قربه من دوائر صنع القرار بالحكومة، ويعتمد البرنامج الجديد على رصد الظواهر الاجتماعية والثقافية في مصر، وإن كان يبدو بعيدا عن السياسة بصورة مباشرة إلا أنه من المؤكد تقاطعه معها في بعض الجوانب، ما سيجعل عيسى المعروف بمواقفه المعارضة للحكومة، على المحك في التعامل مع هذه القضايا. وكان عيسى يقدّم برنامجًا سياسيا مثيرا على فضائية “القاهرة والناس” باسم “مع إبراهيم عيسى”، لكن البرنامج توقف في ديسمبر الماضي عقب هجوم شرس شنه على مجلس النواب، وصل إلى حد تقديم بعض النواب بلاغًا ضده للنائب العام يتهمه بالتحريض والإثارة. ودرج عيسى على تجاوز الكثير من الخطوط الحمراء وتوجيه انتقادات حادة للرئيس المصري نفسه، وكان جريئا في مناقشة قضايا وملفات حساسة، لا تريد الحكومة إثارتها. بدوره، يعود الإعلامي محمود سعد إلى قناة النهار الفضائية التي كان يقدم فيها برنامجه السابق “آخر النهار” قبل غيابه منذ عامين، إلا أن البرنامج الجديد له قالب اجتماعي يحمل اسم “باب الخلق”، وهو اسم منطقة شعبية وسط القاهرة. ولم يعلن سعد الذي يوصف بأنه “لا يعترف بالخطوط الحمراء”، عن سبب توقف برنامجه السابق، إلا أنه قال في آخر حلقاته “اليوم أرحل لأسباب كثيرة احتفظ بها لنفسي فالأجواء العامة لم تحتمل وجودي”.عودة الوجوه الإعلامية القديمة تتزامن مع شعور لدى المشاهدين بأن الإعلام المصري جرى تأميمه لصالح الحكومة فقط يشار إلى أن غالبية البرامج السياسية التي تقدم على فضائيات مصرية، بدأت منذ نحو عام تنحو باتجاه تقديم البرامج الاجتماعية، وكانت الفنانة إسعاد يونس سباقة في هذا المجال ببرنامجها “صاحبة السعادة” على قناة “سي بي سي”. أما الإعلامية هالة سرحان فتعاقدت بعد غياب طويل، مع مجموعة قنوات “الحياة” التي اشترتها شركة “تواصل” للإنتاج الإعلامي، والمملوكة لشركة “فالكون” للأمن، وأسندت لها رئاسة المحطة بقنواتها الثلاث “الحياة” و”الحياة 2” و”الحياة مسلسلات”، ومن المتوقع أن تقدم برنامجا اجتماعيا أيضا. كما تعاقدت “الحياة” مع الإعلامي عمرو الليثي، البعيد عن الساحة الإعلامية منذ إذاعة حلقة سائق “التوك توك” الشهيرة على نفس المحطة، والتي انتقد فيها النظام بشراسة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ومن المقرر أن يعود إلى برنامجه “واحد من الناس” الذي سيقتصر على مناقشة مشكلات الأسرة والمجتمع. ويظهر الإعلامي عماد أديب ببرنامج سياسي جديد يدافع فيه كعادته عن النظام المصري، على فضائية “الحياة” بعد توقف برنامجه على قناة “سي بي سي”، في حين تقرر ظهور الإعلامي خيري رمضان الذي رحل عن فضائية “النهار” منذ شهور، ببرنامج “توك شو” رئيسي على التلفزيون المصري يوميًا، في محاولة لإعادة الحياة إلى التلفزيون الرسمي للدولة. وتتزامن العودة الجماعية للوجوه الإعلامية القديمة مع شعور شبه عام لدى المشاهدين بأن الإعلام المصري جرى تأميمه لصالح الحكومة فقط، ولا يبث سوى ما تريده. مع قرب انتخابات الرئاسة المقررة في مارس المقبل، وإيحائها بوجود إعلام متعدد ومتنوع، وتبحث عمن يحدث تناغمًا وتوازنا في المشهد الإعلامي، ما يضفي نوعًا من المصداقية ويجعل هذه البرامج مقبولة من المواطن وتستطيع الحكومة مخاطبته من خلالها، في وقت تتزايد فيه الأزمات. ويرى متابعون للمشهد الإعلامي المصري أن السبب الرئيسي لعودتهم هو حسابات الربح والخسارة البحتة، بعد التراجع في نسبة مشاهدة البرامج الفضائية وتدني المصداقية في ظل شعور شبه عام بأن الإعلام في مصر “يخاطب نفسه”. ودعم هذا التفسير محمد المرسي، أستاذ الإذاعة والتلفزيون بجامعة القاهرة، قائلا “العودة من شأنها جذب المشاهدين لمتابعة البرامج والمحطات التي تعاقدوا معها، لأن جمهور الإعلاميين العائدين ضخم ومن مختلف الفئات والانتماءات السياسية”. وأضاف لـ “العرب” أن استراتيجية الاعتماد على وجوه لامعة كانت غائبة خلال الفترة الماضية، ما أثر سلبًا على نسب المشاهدة، بعد تراجع مستوى المهنية وسيطرة إعلام الصوت الواحد بذريعة أن ذلك يحافظ على استقرار الدولة ويتصدى لمخططات المعارضة التي تريد استمرار الأزمات. وأوضح أن غياب النقد الإعلامي يأتي بتأثيرات عكسية على أي نظام، لأن المواطن سوف يعزف عن مشاهدة ما يقدمه إعلام الصوت الواحد.

مشاركة :