لا يزال مصير رئيس زيمبابوي روبرت موغابي غير معلوم بعد استيلاء الجيش على السلطة، وسط أنباء عن العمل على اتفاق يمهد الطريق لعزله إذا رفض التنحي. وقال مصدر كبير بالحزب الحاكم في زيمبابوي إن زعماء سيجتمعون الجمعة لوضع مسودة قرار لطرد موغابي وتمهيد الطريق أمام عزله الأسبوع المقبل. وأضاف "ليست هناك عودة... إذا تملكه العناد سنرتب لطرده يوم الأحد. وبعدها سيكون العزل يوم الثلاثاء". وقال الجيش إنه يجري مباحثات مع موغابي حول مستقبل البلاد وسيبلغ المواطنين بنتائج تلك المباحثات بأسرع ما يمكن. وأفاد في بيان بثه تلفزيون زيمبابوي الجمعة بأنه حقق "تقدما كبيرا" في عمليته التي تستهدف "مجرمين" حول موغابي. وانتقل موغابي الذي كان متحالفا مع الجيش حتى وقت قريب ويحكم البلاد منذ عام 1980، من مجمعه الفاخر في هاراري المعروف باسم "البيت الأزرق" حيث كان يخضع للإقامة الجبرية، إلى قصر الرئاسة واجتمع مع قائد الجيش الجنرال كونستانتينو تشيوينغا ووزيرين من جنوب إفريقيا أرسلتهما بريتوريا للتوسط في الأزمة. وقالت مصادر مواكبة للاجتماع إن موغابي رفض خلاله أن يقدم استقالته. أهداف الجيش والهدف الرئيسي لجنرالات الجيش هو منع موغابي (93 سنة) من تسليم السلطة لزوجته غريس التي تصغره بـ41 عاما والتي كونت قاعدة أتباع لها بين جناح الشباب في الحزب الحاكم. وبدت السيدة الأولى على أعتاب السلطة بعد عزل نائب الرئيس إمرسون منانغاغوا الأسبوع الماضي، وهو ما أطلق شرارة الأزمة السياسية. والسيناريو المتداول هو رغبة الجيش في انتقال السلطة إلى منانغاغوا. واستولى الجيش هذا الأسبوع على السلطة، في أقل من 36 ساعة. وانتشر عسكريون ودبابات منذ الأربعاء حول عدد من النقاط الاستراتيجية في العاصمة. ودعا زعيم المعارضة في زيمبابوي مورغان تشانغيراي الخميس خصمه التاريخي إلى التنحي. وقال في مؤتمر صحافي إن "موغابي يجب أن يستقيل لمصلحة شعب زيمبابوي". وطالب بتطبيق "آلية انتقالية" لإجراء انتخابات حرة، لكنه أوضح أنه لم يتصل بالعسكريين ليبحث ذلك. أميركا تريد "عهدا جديدا" وفي حين ينظر كثيرون من الأفارقة إلى موغابي على أنه من أبطال التحرير، يعتبره الغرب "طاغية" تسبب أسلوبه الكارثي في إدارة الاقتصاد واستعداده للجوء إلى العنف من أجل البقاء في السلطة، إلى تدمير واحدة من أكثر الدول الواعدة في إفريقيا. وأشار مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الإفريقية بالإنابة دونالد ياماموتو الخميس، إلى أن الولايات المتحدة ترغب في أن تشهد زيمبابوي "عهدا جديدا". وقال ياماموتو لوكالة رويترز "إنه انتقال لعهد جديد لزيمبابوي. هذا ما ننشده حقا". وأضاف، على هامش اجتماع مع مسؤولين من الاتحاد الإفريقي في مقر وزارة الخارجية الأميركية بواشنطن، إن الولايات المتحدة ستنظر في رفع العديد من العقوبات التي تفرضها على زيمبابوي إذا بدأت في إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية، واتخاذ إجراءات لحماية المجال السياسي وحقوق الإنسان.
مشاركة :