تتواصل حرب التصريحات بين إيران وخصومها. فبعد أقل من 24 ساعة من الانتقادات الفرنسية لإيران، اتهمت طهران باريس بالتحيز، مؤكدة أن مقاربتها تزيد من خطورة الأزمات في الشرق الأوسط. وجاء الموقف الإيراني بعد يوم من تأكيد وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان، خلال زيارته إلى السعودية، أن بلاده مستاءة من محاولات الهيمنة التي تنتهجها إيران. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إنه من المؤسف أن تكون لفرنسا على ما يبدو نظرة متحيزة، إزاء الأزمات في المنطقة، وأضاف أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى تحويل الأزمات المحتملة إلى أزمات حقيقية. وكان وزير الخارجية الفرنسية أشار خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي عادل الجبير في الرياض، إلى أنه أثار مع نظيره السعودي الدور الإيراني ومختلف المجالات التي تتدخل فيها إيران، وتثير بسبب ذلك حالة من عدم الارتياح، بحسب لودريان، الذي أوضح أنه يقصد بذلك التدخلات الإيرانية في الأزمات الإقليمية ومحاولتها الهيمنة، إضافة إلى برنامجها البالستي. في المقابل اتهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية المملكة السعودية بلعب دور “مدمّر” و“واضح” في تلك الأزمات. وتتعارض مصالح السعودية وإيران في المنطقة، بدءا من الحرب في سوريا واليمن، وصولا إلى لبنان، حيث تصاعدت حدة التوتر، منذ إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من العاصمة السعودية الرياض، يوم الرابع من الشهر الحالي. وكان الحريري أدان سطوة طهران على شؤون بلاده عن طريق حزب الله. ولكن الرئيس اللبناني ميشال عون اعتبر من جانبه أن الحريري الذي لم يعد إلى بيروت، محتجز في السعودية. وقد تدخلت فرنسا بشكل حثيث في هذا الملف، إذا أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن سعد الحريري سيصل إلى باريس يوم السبت مع عائلته، وتزامن الإعلان يوم الخميس مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى الرياض.