الخرطوم/ بهرام عبد المنعم/ الأناضول دعا نائب وزير الخارجية الأمريكي، جون سوليفان، إلى عقد مؤتمر "مائدة مستديرة سودانية"، يجري خلاله حوار بين رجال الدين والأئمة والدعاة، يتعلق بالحريات الدينية، والتعايش الديني وحقوق الإنسان في السودان. وزار سوليفان، اليوم الجمعة، أحد أشهر مساجد "أم درمان" أكبر مدن ولاية الخرطوم، وتلقى شرحاً مختصراً عن تدريس العلوم الإسلامية في مساجد البلاد. ويعد دخول سوليفان لـ"مسجد النيلين"، وبرفقته القائم بالأعمال الأمريكي ستيفن كوتسيس، وعدد محدود من طاقم سفارة واشنطن بالخرطوم، سابقة أولى من نوعها لمسؤول أمريكي رفيع يزور السودان. وأبدى المسؤول الأمريكي انزعاج حكومته من وضع الحريات الدينية في البلاد، وقال: "الولايات المتحدة منزعجة من هدم الكنائس واعتقال القساوسة، ولن تتجاهل حقوق الإنسان، وتتطلع إلى التسامح لمحاربة التطرف"، دون ان يشير الى حوادث بعينها. وبعد جولة في أنحاء المسجد، عقد سوليفان اجتماعاً استمر نصف ساعة، مع مجموعة من الائمة والدعاة، بقاعة ملحقة، تناول أهمية الحريات الدينية وضرورة التعايش الديني في السودان. ونقل مراسل "الأناضول" عن سوليفان أثناء كلمته أمام الأئمة والدعاة، التزام الولايات المتحدة بدعم التسامح الديني في البلاد. وقال: "نحن ملتزمون بالتعاون مع السودان من أجل تعزيز التسامح الديني، وكفالة حرية الأديان، واحترام حقوق الإنسان". وشدد سوليفان على أن هذه القضايا مهمة في الحوار مع الحكومة السودانية، خلال الفترة المقبلة، وذلك لمنع الإرهاب والتطرف. وتعهد بأن تعمل بلاده "على إزالة بعض الموانع في مجال التجارة والاقتصاد بعد رفع العقوبات الاقتصادية الشهر الماضي، وصولًا إلى التطبيع الكامل بين البلدين". وتعليقا على الخطوة غير المسبوقة، رحب مدير عام مسجد النيلين، محمد فضل بزيارة المسؤول الأمريكي. وقال للأناضول: "لا غرابة في ذلك، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يستقبل المسيحيين داخل مسجده، ويدير معهم الحوار حول القضايا المختلفة". ووصل جون سوليفان السودان، أمس الخميس، في زيارة رسمية تستغرق يومين، بحث خلالها مع مسؤولين، قضايا تتعلق بالإرهاب وحقوق الإنسان والحريات الدينية. وفي 6 أكتوبر/ تشرين الأول، رفعت الإدارة الأمريكية عقوبات اقتصادية وحظر تجاري على السودان، فرضته منذ 1997، نتيجة لالتزامه بخطة "المسارات الخمس". وتضمنت المسارات الخمس؛ تعاون السودان مع واشنطن في مكافحة الإرهاب، والعمل على تحقيق السلام بجنوب السودان، والشأن الإنساني وإيصال المساعدات للمتضررين في مناطق النزاعات. ولم يتضمن قرار رفع العقوبات، حذف اسم السودان من قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للدول "الراعية للإرهاب"، المدرج عليها منذ 1993، عقب إيوائه لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :