لأول مرة منذ 25 عاما سيدخل روما دربي العاصمة أمام جاره لاتسيو بلا قائده فرانشيسكو توتي ولأول مرة منذ 25 عاما ستكون روما العاصمة وملعبها الأولمبيكو بلا ملك بعد اعتزال توتي بنهاية الموسم الماضي وانتقاله من أرضية الملعب كلاعب إلى العمل الإداري. ما يقارب من ثلث تاريخ روما لعبه توتي وشهد عليه كلاعب ومباراتهم الأهم بالتأكيد هي الدربي أمام الجار لاتسيو الذي تمرد على قرارات بينيتو موسوليني في 1927 ورفض الإندماج مع بقية أندية العاصمة لمواجهة سيطرة الشمال الإيطالي الكروية، بعد 90 عاما فشل روما في إنهاء السيطرة ولم يقدم لاتسيو أي جديد. لاتسيو هو ثاني أكثر فريق واجهه توتي في مسيرته فظهر الملك في 44 مواجهة كان أولها في 1994 عندما شارك في 45 دقيقة من خسارة فريقه للدربي بهدف نظيف سجله جوسيبي سينوري. الدربيات السبعة الأولى التي شارك فيها لم تشهد أي بصمة للشاب الصغير توتي وروما لم يحقق أي فوز خلالهم مكتفيا بتعادلين وخمسة هزائمة في خمسة مواسم والفوز الوحيد لروما خلال تلك الفترة اكتفى توتي بمشاهدته على مقاعد البدلاء. لكن يوم الأحد التاسع والعشرين من نوفمبر لعام 1998 تغير كل ذلك. لاتسيو بقيادة مدربه زيدناك زيمان يتقدم بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد خلال الدربي الذي جمعهم في الأسبوع الـ11 من ذاك الموسم والمتبقي 12 دقيقة على نهاية المباراة عندما أرسل توتي تمريرة حريرية إلى مدرب الفريق الحالي إيزيبيو دي فرانشيسكو ليقلص الأخير الفارق، دقائق قليلة مرت حتى وجد مدافعي لاتسيو الأمير الصغير توتي يركض ناحية مشجعي فريقه خالعا قميصه للإحتفال معهم بهدف التعادل وأول أهدافه في لقاءات الدربي. لقاء العودة شهد تقدم روما في الشوط الأول بهدفي ماركو ديلفيكيو ولكن كريستان فيري قلص الفارق ليضغط لاتسيو من أجل التعديل ولكن الأمير الصغير يظهر في الدقيقة الأخيرة من المباراة ويقضي على آمال لاتسيو في التعادل مسجلا هدف فريقه الثالث ضامنا لهم النقاط الثلاث. خلع توتي قميصه مرة أخرى للإحتفال مع مشجعي فريقه ولكن هذه المرة كانت هناك رسالة مكتوبة على قميص آخر تحته "لقد قضيت عليكم مرة أخرى". لم تكن أهداف توتي تمطر شباك لاتسيو كثيرا ولكنه توقف عن التسجيل في مرماهم منذ الأسبوع الثامن من موسم 2005-2006 لمدة 4 مواسم متتالية شهد خلالها سبع مباريات فشل في التسجيل خلالهم لتبدأ جماهير لاتسيو في السخرية من ملك روما الغير قادر على التسجيل في شباكهم. لقاء العودة في الأسبوع الـ29 من موسم 2010-2011 شهد مشاركة توتي في دقائق المباراة التسعين بعد أن غاب عن لقاء الذهاب بسبب الإيقاف وجماهير لاتسيو مستمرة في السخرية من توتي الذي قرر الرد عليهم بشكل عملي فسجل ثنائية فريقه في المباراة ليهديهم الثلاث نقاط. "ملك روما لم يمت بعد" كانت تلك هي الرسالة المكتوبة على صدر توتي بعد أن خلع قميصه أثناء أحتفاله المعتاد أمام جماهير الجار الذي وقفت جماهيره تتابع في غضب وغيظ عودة توتي للتسجيل في مرماهم. واصل توتي الإبداع في الدربي وشهد لقاء الذهاب في موسم 2014-2015 تقدم لاتسيو في الشوط الأول بهدفين نظيفين ولكن الملك كان له رأي اخر في الشوط الثاني فقلص النتيجة في الدقيقة 48 قبل أن يعادل النتيجة في الدقيقة 62. ركض توتي نحو جماهير فريقه بعد هدف التعادل وانتظرت الجماهير أن يقوم بخلع قميصه وتوجيه رسالة لهم كما هي عادته في مباريات الدربي ولكن الجميع تفاجئ بتواجد هاتف في يد اللاعب كان قد احتفظ به مع مدرب حراس المرمى بالنادي ويقوم بالوقوف وأخذ "سيلفي" مع جماهير فريقه السعيدة. لو علم من في الأولمبيكو حينها أنه هدفه الأخير في مرمى لاتسيو لتسابق الجميع للدخول في هذه الصورة التاريخية والتي أصبحت احتفالا عالميا مسجلا باسم توتي. شارك في 60 دقيقة من مباراة العودة ذاك الموسم، لم يسجل في فوز فريقه بهدفين لهدف ولكنه استغل نهاية المباراة ليوجه رسالة إلى الجار على قميصه قال فيها "دائما ما تتكلمون فما هي حجتكم الآن؟ game over". غاب بعد ذلك عن لقاءات الدربي الثلاثة التالية سواء للإصابة أو لرؤية المدرب لوتشيانو سباليتي الفنية إلى أن جاء لقاء العودة من الموسم الماضي في الأسبوع الـ34 من البطولة، الجميع يعرف أنه الموسم الأخير لتوتي في الملاعب وتلك المباراة هي فرصته لتسجيل مشاركته الأخيرة في الدربي والهجوم يبدأ على سباليتي تحسبا لإمكانية عدم إشراكه للملك. لكن قبل المباراة بأيام يشارك المصاب دائما توماس فيرمايلين في حصة تدريبية بعد خروج مؤقت من مستشفى الفريق ويتدخل بقوة مع توتي في التدريبات ليتعرض الأخير للإصابة أبعدته عن اللقاء السابق لدربي العاصمة وكادت تبعده عن الدربي، الهجوم تحول إلى فيرمايلين الذي عاد من الإصابة ليصيب زملائه. لكن الملك تعافى من الإصابة ودخل قائمة المباراة، لم يبدأ اللقاء ولكنه شارك كبديل لربع ساعة في مشاركته الأخيرة بالدربي فشل خلالها في إنقاذ فريقه من الخسارة بثلاثة أهداف لهدف كما فشل في ظهوره الأول منذ 23 عاما. انتهت رحلة توتي مع روما كلاعب توج خلالها ملكا لروما كلها كونه الهداف التاريخي للقاءات دربي العاصمة بفضل أهدافه الـ11 التي سجلها في 44 مشاركة كأكثر لاعب ظهورا في تاريخ اللقاء. شركة "نايكي" الأمريكية احتفلت بلقاءه الأخير في الدربي بشكل خاص فأنتجت حذاء جديدا للاعب أسمته "تيمبو توتي X" بلون الذهب ليلعب به، لم يتم إنتاج سوى 2500 نسخة منه فقط، 100 نسخة عن كل موسم من المواسم الـ25 التي لعبها. تم نقش اسم "توتي" على الكعب من الخارج ومن الداخل تمت كتابة "توتي X روما" الـX في اللغة اليونانية تعني الرقم 10 الذي أشتهر به اللاعب في مسيرته. أعلنت الشركة الأمريكية عن الحذاء الجديد بجلوس توتي على عرش روما بعد صعوده على سلم من سبع درجات كل درجة عليها اسم واحد من الملوك السبعة لروما القديمة متوجا نفسه الملك الثامن لروما. انتهت مسيرة توتي مع روما وانتهت مشاركاته في الدربي الذي سيشهد غدا لأول مرة من 1994 غياب توتي عن قائمة روما سواء المشاركة في المباراة أو المستبعدة للإصابة أو الإيقاف وإن كان سيواصل تواجده في أولمبيكو ملعب المباراة ولكن هذه المرة ليس كلاعب ولا كمشجع كما اعتاد وإنما كأحد إداريي فريق الذئاب في مهمته الجديدة.
مشاركة :