«النعرات القومية ».. هل تعيد رسم خريطة العالم؟

  • 11/18/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: عمار عوض تنامت النزعة القومية بشكل كبير في الفترة الأخيرة في عالمنا بعد أن كانت آخر تمظهراتها في جنوب السودان في استفتاء تقرير المصير عام 2010 والذي أفضى إلى انفصاله. وبتأثير هذه الموجة وفي ظل نبرة الشعبوية المتصاعدة ومحاولات التقوقع والرغبة في الخروج من الفضاءات الكبرى إلى الحيز الطبيعي مثلما حصل مع ال «بريكست» البريطاني من الاتحاد الأوروبي، أصبح كثير من الدول معرضة إلى الانقسام إلى مكوناتها الأصلية، والمملكة المتحدة مثال بعد أن شهدت فصلاً من النزعة الانفصالية في اسكتلندا التي خاضت استفتاء لتقرير المصير وخسره الانفصاليون.وفي خواتيم هذا العام عادت النزعات القومية للخروج إلى العلن وتضرب مثل «الإنفلونزا» في كثير من المناطق، فقد انتهت دعوات الانفصال في إقليم كتالونيا الإسباني إلى إجراء استفتاء أدى إلى أزمة سياسية عميقة، أفضت في الأخير إلى وضع قادة الإقليم تحت المطاردة وبسط الحكومة الإسبانية سيطرتها على كتالونيا. وفي الشرق الأوسط فجّر استفتاء انفصال كردستان أزمة جديدة في العراق، وما زالت التداعيات مستمرة وقد تقود إلى الأسوأ.وفي الكاميرون خرجت التظاهرات العنيفة المنادية باستقلال الكاميرون الإنجليزي المعروف ب «امبازونيا»، ولكن فشلت مساعيهم بعكس إقليمي «لومبارديا وفينيتو» الإيطاليين اللذين نجحا قي استفتاء شعبي في الحصول على صلاحيات واسعة للحكم الذاتي بفضل دعوات الأحزاب اليمينية والشعبوية. وبالمحصلة فإن هذه الدعوات والنعرات محاولات تسعى إلى إعادة رسم الخرائط وإعادة تركيب العالم، وإن فشلت من الوهلة الأولى، فليس هناك من يضمن عدم تحقيق مرادها عندما تكتمل الشروط.

مشاركة :