إعداد: محمد فتحيسعى العلماء لاستكشاف كوكب المريخ، وانطلقت العديد من الرحلات الفضائية لمحاولة فهم طبيعة الكوكب الأحمر تمهيداً لاستيطانه في المستقبل. كان فهم طبيعة الغلاف الجوي للمريخ أحد الأشياء بالغة الأهمية، والتي سوف تترتب عليه الكثير من الأمور في المستقبل، لذا كان إطلاق وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» للمسبار الفضائي «مافن» في مثل هذا اليوم من عام 2013 خطوة كبرى نحو تحليل مكونات الغلاف الجوي للكوكب الغامض.انطلق مافن من مركز كنيدي للفضاء بولاية كاليفورنيا الأمريكية على متن الصاروخ «أطلس 5» متوجهاً إلى كوكب المريخ في رحلة مدتها عشرة أشهر. ووصل المسبار إلى المريخ في الموعد المحدد يوم 22 سبتمبر 2014. وتركزت مهمته في دراسة الغلاف الجوي للمريخ وفحصه وأخذ عينات من بقايا الغلاف.وكانت «ناسا» أعلنت في سبتمبر 2008 أنها اختارت مافن لمهمة كشف المريخ لعام 2013. وذلك بعد منافسة مع مشروع آخر كان مرشحاً بصفة نهائية، إضافة إلى 8 مقترحات أخرى. وفي مطلع أكتوبر2013، قبل أسابيع من موعد الإطلاق، كان هناك احتمال لتأجيل إطلاق المسبار لمدة 26 شهراً. لأن أي تأخير إلى ما بعد 7 ديسمبر، كان يعني فقدان نافذة الإطلاق، إذ يبتعد المريخ كثيراً عن الأرض. إلا أنه وبعد يومين، أعلنت «ناسا» أن مهمة مافن أساسية جداً للحفاظ على الاتصال بمراكب ناسا الموجودة على سطح المريخ، بالتحديد مركبتا أبورتيونيتي وكيوريوسيتي، فخصصت ناسا تمويلاً للطوارئ لاستكمال التحضيرات للإطلاق في الموعد المحدد.اتخذ المسبار بعد وصوله إلى المريخ مداراً بيضوياً حوله، وكانت أقرب نقطة على المدار تبعد عن الكوكب نحو 144 كم. يبلغ طول المسبار نحو 11 متراً وسوف يقوم بخمس عمليات انخفاض عميق للاقتراب من سطح المريخ خلال السنوات المقبلة. وسوف يحاول المسبار تحديد حجم الغلاف الجوي للمريخ، إضافة إلى معرفة أسباب اختفاء الجزء الأكبر من غلاف المريخ، وهو من أهم المعلومات على الإطلاق، حيث يؤكد بعض العلماء أن المريخ كان له في الماضي غلاف جوي مشابه لكوكب الأرض، لذا فهناك علامات استفهام كبيرة حول هذا الأمر. وقطع المسبار حتى الآن شوطاً كبيراً في الأبحاث حول غلاف المريخ.