مؤتمر «جدة»: المملكة قائد شريك في الحرب ضد الإرهاب

  • 9/15/2014
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

الاجتماع المهم الذي تستضيفه المملكة اليوم الخميس بجدة بمشاركة وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر وتركيا وحضور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد يكون حجر الزاوية فى الحشد الدولي لمكافحة الإرهاب، فإذا كانت الولايات المتحدة هي التي تقود الجهد الدولي السياسي والعسكري، فإن المملكة هي الدولة المؤهلة لقيادة الجهد الإقليمي في إطار هذا الحشد العالمي الذي يتبلور الآن لشن حرب لا هوادة فيها على كل التنظيمات والجماعات الإرهابية التي باتت تهدد وجود وأمن دول وشعوب وتنشر عنفاً بربرياً لا نظير له في التاريخ. والمملكة وهي تتحمل مسؤوليات دورها القيادي في هذه الحملة العالمية لاجتثاث الإرهاب تنطلق من مبادئها الثابتة والتزاماتها الدولية كإحدى الدول التي ينظر إليها المجتمع الدولي كإحدى ركائز الأمن والسلام والاستقرار العالمي، فمكافحة الإرهاب ومحاربته بكل الوسائل التزام جوهري أعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ أن امتدت أيدي الإرهابيين الآثمة إلى أرض الحرمين الشريفين عام 2002م حيث أعلن يومها - حفظه الله- أن المملكة مستعدة لمحاربة الإرهابيين حتى إذا استمرت هذه الحرب لثلاثين عاماً، ومنذ ذلك الإعلان والمملكة توجه للإرهاب وخلاياه ومصادر تمويله ومنطلقاته الفكرية التكفيرية ضربات ساحقة، وتقدم مبادرات فعالة لمكافحة الإرهاب على المستويين الإقليمي والدولي. فقد نظمت المملكة مؤتمراً عالمياً لمكافحة الإرهاب عام 2005م ودعا الملك عبدالله لإقامة مركز عالمي لمكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، وتحرك المملكة الفاعل من خلال المنظمات الإقليمية والأممية ومن خلال اتفاقيات التعاون الثنائي مع الأصدقاء والشركاء أسهم في إبرام العديد من اتفاقيات مكافحة الإرهاب وتنسيق جهود مكافحة هذه الآفة، أما عمليات الأمن السعودي الناجحة فقد أحبطت مخططات إرهابية خطيرة وأنقذت أرواحاً بريئة في العديد من الدول، وخادم الحرمين الشريفين كان أول من قرع جرس الإنذار عندما بدأت الموجة الإرهابية الجديدة، وتحذيره للمجتمع الدولي من مغبة التقاعس عن حشد الطاقات لمواجهة الخطر الإرهابي كان له وقع كبير وتأثير بالغ في التحرك الدولي الحالي. إن وجود المملكة في خندق المواجهة مع الإرهاب التزام ديني وأخلاقي قبل أن يكون موقفاً سياسياً، فالإرهابيون الذين يتحدثون زوراً وبهتاناً باسم الإسلام والمسلمين يسيئون إساءة بالغة للعقيدة الإسلامية وللأمة الإسلامية وحضارتها، والمملكة تقف منذ بدء تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله- في خط الدفاع الأول عن الإسلام والمسلمين وهي تخوض الحرب ضد إرهاب داعش والقاعدة وتوابعهما من المنظمات والجماعات التي تقتل وتسفك الدماء وتدمر باسم الإسلام انطلاقاً من واجبها ومسؤوليتها في الدفاع عن العقيدة الإسلامية وحمايتها من التشويه والتزييف الذي ألحق أكبر الضرر بالإسلام وأمته. والمجتمع الدولي يدرك أهمية دور المملكة في مكافحة الإرهاب ويثق في حكمة وحنكة قيادتها وفهمها ورؤيتها لأبعاد التهديد الإرهابي، بل لكل مهددات أمن المنطقة، وإذا قرأت الدول الكبرى الرؤية السعودية بنظرة فاحصة، وعملت بجدية ليس لدحر خطر (داعش) الماثل فحسب، بل لصياغة إستراتيجية شاملة بعيدة المدى تعالج قضايا المنطقة العالقة التي يستثمرها الإرهابيون لصالح مخططاتهم التخريبية، وتضع خطوطاً فاصلة للتصدي لمخططات التأجيج الطائفي والتدخلات في شؤون دول المنطقة، فإن مؤتمر (جدة) سيكون نقطة انطلاق مهمة في جهود ترسيخ الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

مشاركة :