مدننا ليست صديقة للإنسان.. جافة

  • 9/15/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

سأتحدث عن مدينة الرياض بحكم العيش بها، وأعتقد أنها لن تختلف عن بقية مدن المملكة كثيرا، أتحدث عن جانب "الترفية والبيئة المناسبة كطبيعة" فنحن نعيش بمدينة كالآلة صاخبة وجافة، فالسيارات تفوق أعداد البشر بالشوارع، والصبات أصبحت بكل الشوارع، والأرصفة ملاحظ عدم تكاملها وإنجازها، والأنفاق والشوارع والصيانة، وقلة الحدائق والمتنزهات والمسارح والأندية بالأحياء، وكثرة المحلات التجارية من مطاعم وخلافه فأصبحت كل شوارعنها وغالبها محلات تجارية، وعدد البقالات يفوق عدد المدارس والصيدليات، وغيره كثير من "العشوائية" في البناء والصيانة والترميم في الشوارع، ومظاهر المباني الخارجية يحتاج كثيرا من التعديل او حتى الترميم والاستكمال، من يشاهد مدننا يشعر بضغط نفسي كبير نتيجة الزحام الكبير للسيارات والتكدس الكبير، وهذا لن يحل إلا بوقت وجهد كبيرين وقد بدأت. طبيعة الطقس التي لا أحد يستطيع التحكم به او تغييرة، ولكن ممكن تحسين الظروف المحيطة، قلة المساحات الخضراء بكل حي أو منطقة وبكافية وهذا مهم، مع اهمية توفر كثير من الاحتياجات للأحياء كأن يوجد ناد بكل حي، او مكتبة، او أو ناد وغيره، نحن نحتاج لديناميكية لمعالجة وضع المدن لدينا التي أصبحت أسمنتا وحديدا وزحاما وجفافا طبيعيا نتيجة طقس. الحلول ليست صعبة، ولكن تحتاج إلى تخطيط ومال وإدارة وزمن، وهذا ما يفترض أن يعمل، وأجد أمانة الرياض بحكم المشاهدة تعمل جاهدة وأنجزت كثيرا من الساحات والمتنزهات، ونحتاج الكثير والكثير، ولكن نحتاج مع كل حي جديد او قائم ان نوجد هذه المساحات الخضراء أكثر وأكثر، وأندية وألعاب وكل ما تحتاج الأسرة، ومجمع خاص بالحي ايضا يشمل الاحتفالات او المناسبات بوقتها. نحتاج دور هيئة السياحة بالأحياء وأن تقدم ما تستطيع من ترفية، نريد مدننا تقام بها معارض الورود والزهور والطائرات والأجهزة، لكي تصبح مختلطة بهذا العالم لا معزولة، نحتاج الحد من الصبات التي اغرقت المدينة، وإن وجدت تلون بألوان زاهية جميلة لا تكلف، ان تنجز المشاريع ولا تتأخر فهي عائق كبير ونفسي لسكان المدن، يجب أن نعلم أن الأثر النفسي كبير على ساكن المدينة بهذه الأجواء في الشوارع وقلة المساحات الخضراء والجفاف الذي يحدث بكل مشهد أمامك، نحتاج حياة "ملونة" بالأخضر وتكون حاضرة أمام عينيك لا أن تبحث عنها، رؤية الماء حتى وإن كان صناعيا، نحتاج قدرا كبيرا من تخفيف الضغوط في حياتنا اليومية ونفسيات الناس، فهي مؤثرة عليه ببيته وعمله والشارع، يجب أن نعامل الإنسان كإنسان يحتاج إلى تهدئة وترويح وتنفيس كثير، وإلا ما تفسير الشحن الكبير النفسي لدى من يقود السيارة، أو يعود لبيته؟ مثال بسيط جدا، حين يبدأ موسم نزول الأمطار لدينا بالرياض "مثلا" ماذا يحدث؟ تتغير النفسيات، الكل يهب إلى الخروج والصحراء، نشاط، محفز، حالة استنفار للخروج والتمتع بالطبيعة، نحن نحتاج هذه الأجواء، ولكن بقدر ما نستطيع نعمل عليها، نريد جمال المدينة المريح للعين، قللوا من الأسمنت والصبات والحفر وجفاف المدينة.

مشاركة :