بغداد - وكالات: أعلنت القوات العراقية أمس استعادة كامل قضاء راوة، آخر منطقة يسيطر عليها تنظيم داعش في العراق، وذلك بعد ساعات من إعلانها إطلاق هجوم على المدينة فجر أمس بمشاركة التحالف الدولي. وقالت القوات العراقية إنها فرضت كامل سيطرتها على قضاء راوة، الواقعة في صحراء الأنبار الغربية قرب الحدود مع سوريا، وكان قضاء راوة آخر بلدة يتواجد فيها تنظيم داعش.  ونقلت قيادة العمليات المشتركة العراقية عن الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله قوله في بيان إن «قطعات قيادة عمليات الجزيرة والحشد العشائري تحرر قضاء راوة بالكامل، وترفع العلم العراقي فوق مبانيه» بعد ساعات من انطلاق العملية العسكرية لاستعادته. وفي وقت سابق، أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية في بيان لها «انطلاق عمليات تحرير راوة فجر أمس وقال قائد «عمليات الجزيرة والبادية» اللواء قاسم المحمدي إن قوات قيادة تلك العمليات «الممثلة بالفرقة السابعة بقيادة اللواء نومان الزوبعي، تساندها قوات من الحشد العشائري وطيران الجيش والتحالف الدولي، شرعت في اقتحام مدينة راوة، آخر معقل لداعش في العراق من ثلاثة محاور».  ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عميد ركن في الجيش العراقي قوله إن استعادة راوة الواقعة على بعد 230 كيلومتراً إلى غرب الرمادي «ستكون سريعة «بعد هروب أغلب عناصر التنظيم منها باتجاه الحدود العراقية السورية». وأعلنت مصادر عراقية قيام القوات العسكرية بنصب جسر عائم على نهر الفرات للمساعدة في عبور القوات العراقية لاقتحام المدينة.  وعلى الجانب الآخر من الحدود العراقية تقع مدينة البوكمال، التي تُشكل آخر معقل مهم لتنظيم داعش في سوريا. وكان الجيش السوري أعلن استعادة كامل المدينة الأسبوع الماضي، إلا أن التنظيم شن هجوماً مضاداً واستعاد السيطرة على نحو نصف مساحتها.  وفي يونيو/‏ 2014، شن تنظيم داعش هجوماً واسعاً استولى خلاله على ما يقارب ثلث مساحة العراق ونحو نصف مساحة سوريا المجاورة وأعلن «الخلافة» في البلدين، لكن التنظيم خسر لاحقاً أغالب الأراضي التي كان يسيطر عليها. وتسعى القوات العراقية والسورية على جانبي الحدود إلى تضييق الخناق على تنظيم داعش في آخر مربع له في وادي الفرات الصحراوي الذي يمتد من دير الزور إلى راوة. إلى ذلك قالت القوات العراقية إنها فتحت ممراً آمناً لخروج المدنيين من مدينة راوة خلال عملية تحرير القضاء الواقع غرب العراق من قبضة تنظيم داعش. وذكر مصدر عسكري في محافظة الأنبار أن العشرات من العوائل تمكنت من الخروج عبر الطريق المؤمن،، وأن أغلب أفراد تلك العوائل من النساء والأطفال.  وأشار إلى أن القوات الأمنية تدقق في هويات الأسر التي خرجت تحسباً من وجود عناصر داعش أو أفراد عوائلهم بين النازحين قبل نقلهم إلى مناطق آمنة. على الصعيد ذاته تمكنت قوة من الجيش من تفجير سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان خلال محاولتهما استهداف القوات الأمنية غربي الأنبار غرب العراق. وقال مصدر أمني في محافظة الأنبار إن السيارتين المفخختين حاولتا استهداف القوات الأمنية التي تطوق الأحياء الجنوبية لمدينة راوة غربي الأنبار وفك الحصار المفروض عليها، مشيراً إلى أن القوات الأمنية مستمرة في تقدمها لتحرير باقي أحياء قضاء راوة غربي الأنبار من الجهة الشمالية والغربية.