محبة الله علامة صدق العبد

  • 11/18/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - الراية: قال فضيلة الدكتور عيسى يحيى شريف إن محبة العبد لربه ليست بالدعاوى وإنما بالبيِّنات؛ مشيراً إلى أن الله تعالى قد جعل لها علامات تدل عليها، فقال سبحانه: «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ». وأوضح، في خطبة صلاة الجمعة أمس بمسجد علي بن أبي طالب بالوكرة، أن من علامة صدق العبد في محبته لله أن يُقدّم ما يحبه الله على ما تحبه نفسه، ويميل إليه هواه وطبعه من المال والقرابة والمساكن وغيرها، ولهذا آثر السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ما يحبه الله على ما يحبونه، فقدّموا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله وكانت النتيجة أن وصفهم الله بالصادقين. وقارن الخطيب بين حال الصادقين وحال بعض الناس ممن يقدّم هوى نفسه على طاعة ربه، مشيراً إلى أن الأخير إذا دعي إلى الصلاة آثر النوم والراحة أو اللهو واللعب أو التجارة والدنيا؛ ولم يبادر إلى بيوت الله ولم يُجب داعي الله. وإنما يُجيب داعي الشيطان والهوى والنفس، وآثر طلب الدنيا على طلب الآخرة. وقال: إن الإسلام وسّع على الناس في طلب الأرزاق والتجارة؛ لكن التاجر الذي يأخذ المال بطرق محرّمة كالربا والغش والكذب قد آثر في ذلك حب المال على حب الله، والبخيل الذي يمنع الحقوق الواجبة في ماله كالزكاة والإنفاق في سبيل الله قد آثر حب المال على حب الله ونسي قوله سبحانه: «وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». ونوه بأن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم تابعة لمحبة الله ولازمة لها مستشهداً بما ورد في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين). وأضاف: محبة النبي صلى الله عليه وسلم تقتضي متابعته وطاعته، فمن ادعى محبة النبي صلى الله عليه وسلم بدون متابعته والتمسك بسنّته وترك البدع المحدثة في الدين، فهو لم يصدقْ في دعواه؛ فمحبة الله ومحبة رسوله تكون بالطاعة والامتثال وطاعة الرسول هي طاعة لله؛ قال الله تعالى: «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ». وأكد أن من علامة محبة العبد لله ولرسوله: أن يُحبَّ من يحبهم الله ورسولُه من الأشخاص؛ وأن يحبَّ كلَّ ما يحبُه الله ورسولُه من الأقوال والأفعال؛ حتى لو جرى منه تقصير في شيء منها، فالواجب علينا أن نحب الإحسان والمحسنين وإن كنا لسنا منهم؛ ونحب التقوى والمتقين؛ ونحب التوبة والتوابين، ونحب الطهارة والمتطهرين، ونحب المتمسكين بهدي القرآن والسنة. وأشار إلى أن من علامات محبة العبد لله بغض ما يبغضه الله من الأشخاص والأعمال والأقوال، موضحاً أن المؤمن يبغض ما يبغضه الله ويبغض من يبغضه الله، مستجيباً لأمر الله.

مشاركة :