اجتماع قادة اليمين المتطرف في أوروبا، منتصف الشهر المقبل في العاصمة التشيكية براغ، يشكل صدمة جديدة لأوروبا الساعية إلى السيطرة على انفلات هذا التيار.العرب [نُشر في 2017/11/18، العدد: 10816، ص(5)]دعوات تثير المخاوف براغ - يشكل اجتماع قادة اليمين المتطرف في أوروبا، منتصف الشهر المقبل في العاصمة التشيكية براغ، صدمة جديدة لأوروبا الساعية إلى السيطرة على انفلات هذا التيار المناهض للإسلام والهجرة. ويرى مراقبون أن الاجتماع يهدف إلى توحيد المواقف في شأن القضايا المشتركة بغاية الضغط على حكوماتهم في اتجاه تبني تصوراتهم أو تبني جزء منها على الأقل. وكثفت الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا من اللقاءات التشاورية في ما بينها في مسعى لتشكيل لوبي ضغط داخل البرلمان الأوروبي، يدفع الكتلة الأوروبية إلى تبني مشاريع قوانين معادية للمسلمين والهجرة تحت يافطة محاربة الإرهاب والتطرف. وذكرت صحيفة “برافو” التشيكية على موقعها الإلكتروني، أن قادة الأحزاب الأوروبية اليمينية المتطرفة، سيجتمعون في براغ تلبية لدعوة زعيم حزب الحرية والديمقراطية المباشرة التشيكي، توميو أوكامورا، المعروف بسياسته المناهضة للإسلام والهجرة. وقال أوكامورا إن “اجتماع مجموعة أوروبا الأمم والحريات، مجموعة برلمانية في البرلمان الأوروبي تضم عدة أحزاب يمينية متطرفة، سيُعقد يومي 15 و16 ديسمبر القادم”. ويتوقع أن يشارك في المؤتمر رؤساء أحزاب: “الجبهة الوطنية الفرنسي” بقيادة مارين لوبان، و”الحرية الهولندي” بزعامة خيرت فيلدرز و”رابطة الشمال الإيطالي” الذي يترأسه ماتيو سالفيني، ومسؤولو حزب الحرية النمساوي، إضافة إلى أعضاء مجموعة أوروبا الأمم والحريات من النواب الرومانيين والبلغار والبريطانيين. وتحاول أحزاب اليمين المتطرف استنهاض قوى مناصرة لمشاريعها داخل البرلمان الأوروبي، مستغلة في ذلك تنامي العمليات الإرهابية في دول أوروبية، والتي عادة ما يتهم بارتكابها متطرفون إسلاميون أو مهاجرون. وتتصدر المطالبة بتشديد القيود على تدفق اللاجئين نحو أوروبا، قائمة مطالب الأحزاب اليمينية المتطرفة، والتي تسعى إلى توظيف تمثيليتها البرلمانية داخل حكوماتها من أجل تبني مطالبها واعتمادها كسياسة حكومية وأوروبية رسمية. ويستأثر التضييق على الحريات، بحيّز كبير من اهتمام أحزاب اليمين المتطرف التي تدفع نحو تبني سياسات حكومية وأوروبية أكثر صرامة في التعامل مع المسلمين. ويرى متابعون أن الهجمات الإرهابية التي شهدتها أوروبا في السنوات الأخيرة، والتي تورط في أغلبها متطرفون أو لاجئون أنها ساهمت بشكل كبير في خلق مناخ تعاطف مجتمعي معها، جسده فوزها بمقاعد برلمانية مهمة في الانتخابات المحلية.
مشاركة :