شركات طيران الشرق الأوسط تعزز خطط التوسع الكبيرةكشفت الصفقات الكبيرة التي أبرمتها شركات الطيران في الشرق الأوسط عن الخطط الطموحة لتعزيز موقعها في صناعة الطيران العالمية، رغم أنها لا تكشف الصورة الكاملة لأن بعض الشركات الكبرى سبق أن أبرمت عقودا طويلة الأجل قبل معرض دبي للطيران.العرب [نُشر في 2017/11/18، العدد: 10816، ص(11)]صفقات جديدة للتأقلم مع النمو المتزايد للسوق دبي - في أكبر مؤشر على النمو المتواصل في سوق الطيران التجاري في الشرق الأوسط، شهد معرض دبي الدولي للطيران الذي اختتم الخميس، توقيع عقود شراء من شركات طيران إقليمية تجاوزت قيمتها 47 مليار دولار. وشهد المعرض، الذي يعد أحد أكبر معارض الطيران في العالم، منافسة شديدة على عقود البيع بين عملاقي صناعة الطائرات بوينغ الأميركية وأيرباص الأوروبية في ظل السباق المستمر بينهما وهيمنتهما على سوق صناعة الطيران المدني الضخم في المنطقة. وأبرمت شركة فلاي دبي للطيران الاقتصادي أكبر الصفقات لشراء 225 طائرة من طراز بوينغ “737 ماكس” بقيمة تصل إلى 27 مليار دولار، تلتها طيران الإمارات بصفقة شراء 40 طائرة جديدة من طراز بوينغ دريملاينر 787-10 بقيمة 15.1 مليار دولار. كما وقعت الخطوط الوطنية الكويتية مذكرة تفاهم مع شركة أيرباص لشراء 25 طائرة من طراز “أي 320 نيو” بقيمة 2.71 مليار دولار. ووقعت شركة مصر للطيران اتفاقية مع شركة بومباردييه الكندية لشراء 12 طائرة من طراز “سي.أس 300” بقيمة 1.1 مليار دولار، مع خيار شراء 12 طائرة أخرى مماثلة بقيمة 1.1 مليار دولار. ويرى المحللون أن الصفقات الكبيرة دليل على النمو المتواصل لسوق الطيران التجاري في الشرق الأوسط، التي لا تزال من أكثر المناطق نموا في حركة الطيران في العالم رغم التحديات التي تواجه دول المنطقة. وتشير بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) إلى أن شركات الطيران في المنطقة سجلت خلال سبتمبر الماضي، أبطأ وتيرة لنمو رحلاتها الدولية في أكثر من 8 سنوات، مع تضرر الطلب من حظر مؤقت على الأجهزة الإلكترونية وقيود أخرى على السفر. وتوقع برنارد دن رئيس شركة بوينغ للشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تحصل شركته على صفقات لشراء 296 طائرة مع شركات إقليمية وعالمية بقيمة 50 مليار دولار معظمها مع دول الشرق الأوسط.برنارد دن: الشرق الأوسط يعتبر أهم مناطق النمو الرئيسية بالنسبة لشركة بوينغ وأضاف أن المنطقة تعتبر أهم مناطق النمو الرئيسية بالنسبة لبوينغ وهناك سجل كبير من طلبيات الشراء يصل لأكثر من 630 طائرة لشركات الطيران الإقليمية. وأوضح أن الشرق الأوسط يبقى منطقة طيران فعالة من حيث الوقود والوقت، خاصة مع وجود حوالي 85 بالمئة من سكان العالم على مسافة طيران 8 ساعات منها، ما يتيح لشركات الطيران تجميع حركة مرور قوية بالمراكز الرئيسية. وتوقع نمو حركة المرور الجوي في المنطقة بنسبة 5.6 بالمئة سنويا خلال السنوات العشرين القادمة، لافتا إلى أن رغبة دول منطقة الخليج في بناء صناعة السياحة وتنويع الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد على النفط ستستمر في دعم شركات الطيران المحلية. وكانت بوينغ توقعت في أحدث تقرير لها، حاجة منطقة الشرق الأوسط إلى 3350 طائرة جديدة بقيمة 730 مليار دولار حتى عام 2037. ولفت فؤاد عطار، رئيس إيرباص للطائرات التجارية في أفريقيا والشرق الأوسط، وجود فرص توسع كبيرة لقطاع الطيران في المنطقة، تدفعها لتكون واحدة من أكثر المناطق زخما بالنمو في حركة الطيران على مستوى العالم. وقال عطار، ردا على أسباب أهمية المنطقة في سوق الطيران العالمي، إن “موقع الشرق الأوسط الاستراتيجي المتوسط في العالم والنمو المطرد في أعداد المسافرين أحد الأسباب الرئيسية لنمو قطاع الطيران في المنطقة”. وأكد أن عدد المسافرين في المنطقة تضاعف خمس مرات مقارنة بما كان عليه قبل 20 عاما، ما يشير إلى فرص نمو قوية في الشرق الأوسط سيكون أعلى من مناطق العالم المختلفة في العقدين المقبلين. وترى إيرباص أن شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط ستحتاج إلى نحو 2500 طائرة جديدة خلال تلك الفترة لتلبية الطلب المتزايد على السفر. وأوضح رئيس إيرباص للطائرات التجارية، أن شركته لديها طلبيات حتى الآن بأكثر من 1300 طائرة مع شركات الطيران في الشرق الأوسط حتى الآن، وسلمت فعليا 650 طائرة جديدة لشركات الطيران الرئيسية في دول المنطقة. ويقول تيم كلارك رئيس شركة طيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي، وهي أكبر شركة طيران في الشرق الأوسط، إن قطاع الطيران في المنطقة شهد تحديات صعبة في الآونة الأخيرة، بسبب حظر السفر والأجهزة الإلكترونية فضلا عن الهجمات الإرهابية والتوترات الجيوسياسية. ومن المنتظر أن تستثمر دول مجلس التعاون الخليجي نحو 100 مليار دولار في توسعات المطارات ومشاريع البناء، وفق تقارير سابقة. وبلغ إجمالي صفقات المعرض الذي يعقد كل عامين واختتمت فعالياته في دبي الخميس نحو 113.8 مليار دولار في القطاعين التجاري والعسكري، بحضور 1200 عارض من 63 دولة، وبمشاركة غير مسبوقة لطائرات روسية وصينية، بالإضافة إلى طائرات أميركية.
مشاركة :