غادر رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري المملكة العربية السعودية السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 متوجهاً إلى فرنسا بحسب ما أعلن تلفزيون المستقبل المملوك لعائلته، ذلك بعد أسبوعين من تقديم استقالته من الرياض بشكل مفاجئ. وأفاد تلفزيون المستقبل في خبر عاجل حوالي الساعة 1,20 (الجمعة 23,20 ت غ) بأنّ الحريري غادر "مطار الرياض بطائرته الخاصة متوجهاً إلى مطار بورغي في باريس برفقة زوجته". وقد أكد مصدر مقرب من رئيس الوزراء اللبناني المستقيل لوكالة الصحافة الفرنسية مغادرة الحريري للرياض، مشيراً إلى أن رحلته إلى فرنسا ستستمر "ست ساعات ونصف" الساعة. وقبيل ذلك كان الحريري كتب في تغريدة على تويتر أنه "في طريقه إلى المطار" لمغادرة الرياض التي يتواجد فيها منذ الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر تاريخ تقديم استقالته. وكتب الحريري "القول أنني محتجز في السعودية وأنني ممنوع من مغادرة البلاد هو كذبة. أنا بطريقي إلى المطار". ولم يحدد تلفزيون المستقبل ما إذا كان الحريري وزوجته قد اصطحبا معهما أولادهما إلى باريس. وإذا كان واضحاً أن انتقال الحريري إلى باريس يشكل مخرجاً لمسألة بقائه في السعودية رغم المطالب اللبنانية والدولية بعودته إلى بيروت، إلا أن الأزمة الناتجة عن استقالته والتي تعكس فصلاً من فصول الصراع السعودي الإيراني، لا تزال كامنة. ومن المقرر أن يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحريري ترافقه أسرته على مأدبة غداء، حسب ما أوضحت الرئاسة الفرنسية، بدون تفاصيل حول الفترة التي سيمضيها في فرنسا. وأدت استقالة الحريري المفاجئة أثناء وجوده في السعودية في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني وبقاؤه هناك إلى أزمة سياسية في لبنان ومخاوف بشأن استقراره. وكانت الحكومة الائتلافية التي يرأسها الحريري، وهو حليف للسعودية منذ فترة طويلة، قد تشكلت في اتفاق سياسي أبرم العام الماضي لإنهاء سنوات من الجمود وشملت حزب الله. واتهم الرئيس اللبناني ميشال عون السعودية باحتجاز الحريري وأسرته رهائن. وفي بيان الاستقالة انتقد الحريري إيران وحليفها حزب الله الذي يقدم الدعم السياسي لعون. وقال عون إنه لن يقبل استقالة الحريري حتى يقدمها له شخصياً مشيراً إلى ضرورة بقائه في لبنان لحين تشكيل حكومة جديدة. وتقول السعودية والحريري إن حركته ليست مقيدة.
مشاركة :