قال خبراء سياسيون مصريون: إن التحرك الدولي لاحتواء جماعات العنف والارهاب جاء نتيجة المساعي الحثيثة والتحذيرات التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خطر الارهاب على المنطقة والاسلام كدين معتدل. وقالوا في تصريحات خاصة لـ»المدينة» : إن رؤية خادم الحرمين كانت سبّاقة، وتنمّ عن وعي ودراية بأن المنطقة ذاهبة إلى ويلات الاقتتال والتقسيم وان جماعات العنف لا تبني دولاً وانما تخلف خرابًا ودمارًا وانقسامًا. وقال الباحث في علم الاجتماع السياسي الدكتور عمار علي حسن: يحسب لخادم الحرمين انه صاحب المبادرة الاولى لمكافحة الارهاب، من خلال رؤية ثاقبة ونافذة لا تحتمل التأويل منذ قيام ثورات الربيع العربي، حيث كان يرى أن جماعات العنف والتشدد ستستغل الحراك في الشارع العربي لتحويل المنطقة الى ساحات للاقتتال والتقسيم ومن ثمّ جاء الدعم المبكر لمصر بهف الحفاظ على كيان الدولة في ظل عقيدة عربية مفادها ان سقوط مصر هو سقوط لكل الدول العربية. وقال حسن: إن مؤتمر جدة الأخير يعدّ الثمرة الحقيقية للجهود والتحذيرات والنداءات التي وجهها خادم الحرمين للمجتمع الدولي والعربي على حد سواء وتحذيره من ان الارهاب سيطال الجميع. من جهته، قال الدكتور حسن نافعة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن رؤية خادم الحرمين كانت أكثر عمقا وأبعد مدى من الولايات المتحدة، حيث حولت جماعات العنف والارهاب المنطقة العربية الى شلالات دم بدون مبرر سوى ضيق الافق والفشل السياسي. وقال: إن رؤية خادم الحرمين الأكثر وعيًا جعلت الجميع ينبري تحت لوائها خاصة بعدما حذّر المجتمع الغربي بان الارهاب لن يطول المنطقة العربية وحدها بل سيمتد الي اوروبا والولايات المتحدة. ونوه نافعة بمواقف المملكة مشيرا أنها معروفة باعتدالها وعدم تدخلها في الشأن الداخلي للدول الاخرى. وقال خبير الارهاب الاسبق في الامم المتحدة اللواء نبيل فؤاد ان خادم الحرمين نجح في بلورة التحرك الدولى ضد داعش الارهابية، وقال: أن أحدًا لا ينكر ان بعض الدول الغربية خدعت بجماعات الارهاب وقدمت لها يد العون لتقسيم الدول العربية بمسميات مختلفة. واعتبر اللواء نبيل فؤاد مؤتمر جدة تحول تاريخي لمواجهة الارهاب والايديولوجيات التي تسعى الى تفتيت عناصر الدول الحديثة وتجزئتها وتحويلها الي دويلات متناحرة . واوضح ان بعض الدول الغربية كانت قد بنت استراتيجيتها علي دعم الفصائل المنتسبة للاسلام بدعوى انها البديل القادم من غير وعي بأن هذه الجماعات التي تكفر في الاساس المجتمعات الغربية هي العدو الاكبر لها . وقال: إن تبني المملكة باعتبارها الدولة الأم في العالم الاسلامي لسياسات واضحة ومواقف لاتحتمل التأويل هو الذي أدار الدفة الخاطئة لسياسات بعض الدول الغربية باتجاهها الصحيح مرة اخرى. وأكد خبراء أمنيون مصريون أن المملكة قدمت رؤية شاملة في مؤتمر جدة لمواجهة التنظيمات الإرهابية فى المنطقة، مما يؤسس لمواجهة الإرهاب بكافة أشكاله وعلى كافة الأصعدة الأمنية والفكرية، مع الالتزام بتجفيف منابع الإرهاب بقطع إمدادات السلاح والتمويل ومنع توفير الملازات الآمنة للقيادات التكفيرية التى تحتضنها بعض الدول وتمثل تهديدًا لدول أخرى.وقالوا في تصريحات خاصة لـ»المدينة» إن المواجهة لا بد أن تكون شاملة خاصة فيما يتعلق بالتدخل العسكري والفكري باعتبار أن الإرهاب قضية شاملة لا تتوقف تداعياتها عند القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، ويجب العمل برؤية شاملة ذات أبعاد عسكرية وفكرية، وأن تستمر لفترة طويلة حتى يتم معالجة كل مسببات التطرف الفكري بسبب المعايير الدولية المزدوجة في التعامل مع القضايا العربية مما خلق حالة من الإحباط لدى قطاعات كبيرة من الشباب فى الدول العربية والإسلامية تسببت في جعلهم فريسة للتنظيمات الإرهابية. وقال الخبير الأمني اللواء فريد حجاج إن رؤية المواجهة من خلال تجفيف منابع السلاح رؤية مهمة، خاصة أن التنظيمات الإرهابية تمتلك نوعيات من الأسلحة الثقيلة والخفيفة أكثر تطورًا وقدرة، الأمر الذي يجعلها تتعامل على الأرض بسرعة، مشيرًا إلى أن التدخل العسكري فى دول الصراع والأزمة خاصة فى العراق يمثل أهم جوانب تقويض «داعش» خاصة العمليات العسكرية الجوية لأن التنظيم لا يمتلك هذه الميزة ويعمل فقط على الأرض. من جهته، أشار الخبير الإستراتيجي اللواء طلعت مسلم إلى أن قطع إمدادات السلاح للجماعات الإرهابية فى العراق رؤية مهمة تحتاج إلى تفعيل فوري وقرار دولي، حيث أن هناك دولا معروفة تمد هذه التنظيمات بالسلاح، فضلًا عن عمليات التهريب التى تتم عبر الحدود، كما أن السلاح الذي يتم تسريبه من ليبيا وبعض الدول لا يمكن إغفاله كمصدر من مصادر تسليح عناصر تنظيم داعش. وأوضح مسلم أن رؤية المملكة تؤسس لمواجهة الإرهاب بكافة أشكاله وعلى كافة الأصعدة الأمنية والفكرية، مشيرًا إلى أن المواجهة يجب أن تكون عسكرية وفكرية واستخباراتية أيضًا، وضرورة منع توفير الملازات الآمنة للقيادات التكفيرية التى تحتضنها بعض الدول وتمثل تهديدًا لدول أخرى. بدوره، أكد الخبير الأمني اللواء محمود منير أن رؤية مؤتمر جدة لمواجهة التنظيمات الإرهابية فى المنطقة تستلزم تضافر جهود الجميع من خلال منظومة جماعية، مشيرًا إلى أن تجفيف منابع حصول تنظيم «داعش الإرهابي» على السلاح يأتي من خلال ضبط الحدود المشتركة التي تمثل منفذًا للتهريب، والعمل على السيطرة على المنافذ التي يتم انتقال الأسلحة المهربة منها. وأضاف منير أن على المجتمع الدولى أن يطبق الرؤية الشاملة التى طرحتها المملكة للإرهاب باعتباره قضية تهدد أمن واستقرار العالم، وألا يتوقف دور التحالف الدولي عند القضاء عند داعش، مؤكدًا أن القضاء على كل التنظيمات الإرهابية فى المنطقة يتم من خلال وجود إرادة دولية لحل القضايا العربية مثل القضية الفلسطينية وإنجاز تسويات سياسية فى العراق وسوريا، مشيرًا إلى أن المعايير المزدوجة فى السياسة الدولية وتجاهل القضايا العربية قاد إلى تفشي الإحباط لدى قطاعات من الشباب العربي، استغلته التنظيمات الإرهابية لاستقطابهم ونجحت في ذلك. المزيد من الصور :
مشاركة :