ألقت الشرطة السعودية القبض على رجلٍ لأنَّه تحدَّث إلى سيدةٍ أثناء استراحة غدائه، بعدما بادأته بالكلام خارج أحد مطاعم الوجبات السريعة. وتُظهِر الصور التي انتشرت على الإنترنت امرأةً تبادئ أحد العمال الحديث خلف المطعم الواقع بمكة غربيّ المملكة، وقد بدت علائم التوتر على الفتاة، التي تلفتت حولها مراراً خلال حديثها مع الشاب. وانقسمت الآراء حول المقطع الذي يُظهِر الرجل والمرأة يتبادلان حديثاً مختصراً؛ فغضِب البعض من تصرفهما "غير الأخلاقي"، بينما رأى آخرون أنَّه لم يحدث أي خطأٍ فيما دار بينهما. لكن سرعان ما تعرَّفت السلطات على الرجل وألقت القبض عليه و"عاقبته"، وفقاً لما ذكرته الشرطة، بحسب ما ذكرته صحيفة "" البريطانية، السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2017. وكان للحادثة اهتمام بالغ في الصحافة السعودية، التي نقلت عن الناطق الإعلامي للشرطة، عاطي بن عطية القرشي قوله إن "إجراءات التحري وتحليل المقطع أثبتت أنَّ الموقع المشار إليه هو أحد مطاعم الوجبات السريعة، وهو قريب من إحدى المؤسسات التعليمية". وأضاف بحسب ما نقلت عنه صحيفة "" السعودية أنَّ "إحدى الطالبات تصرفت بشكل ينافي الآداب العامة مع أحد العاملين، والذي تمّ تحديد هويته وسماع أقواله من قبل مركز الشرطة المختصّ واتخاذ اللازم حياله وفق الأنظمة والتعليمات". وجاء انتشار المقطع بعد أسابيع قليلة من تعهُّد ولي عهد المملكة محمد بن سلمان النافِذ بتبنّي فكرٍ إسلاميٍ "وسطي ومنفتح"، محدثاً قطيعة مع رجال الدين المتزمتين، لصالح تقديم صورةٍ جاذبةٍ ومرضية للمستثمرين الأجانب وللشباب السعودي. وكانت المملكة قد بدأت مؤخراً ترخي قبضة قوانينها المتشددة؛ فسمحت للنساء بقيادة السيارات، ونظَّمت احتفالاً مختلطاً باليوم الوطني. مع ذلك، تظل المرأة ممنوعةً من التفاعل مع أي رجلٍ ليس قريباً لها دون إذنٍ من أحد أوليائها الرجال، ولا تمتلك أي حقوق في الخلافات التي تتعلَّق بالحضانة حين يبلغ الأطفال سناً معينةً. وتعد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما يسمونها مسؤولةً عن الالتزام بتعاليم الإسلام وعدم تجاوزها في المجال العام. لكن لطالما تكرَّر اتهامها بانتهاك حقوق الإنسان. وفي العام 2002، رفضت الهيئة السماح للطالبات بالخروج من مدرسةٍ محترقةٍ في مكة المكرمة؛ لأنَّهن لم يكنّ يرتدين الحجاب بشكلٍ مناسب. وفي قضيةٍ أخرى حديثةٍ، حُكِم على مدوَّنٍ بألف جلدةٍ بسبب إساءته للإسلام؛ لأنَّه أنشأ موقعاً إلكترونياً اسمه السعوديون الأحرار.
مشاركة :