بعد تراجع كبير شهدته عملة “بيتكوين” الافتراضية وانخفاض سعر الوحدة إلى ما دون عتبة الستة آلاف دولار، حققت العملة الافتراضية رقماً قياسياً جديداً، أمس، الجمعة، حيث بلغ سعر الوحدة أكثر من ثمانية آلاف دولار. ويحيل خبراءُ التراجع في القيمة، الذي لمسته العملة في الأسبوع الفائت، إلى عملية تحديث البرامج والنطاقات التي بطَّأت من سرعة المعاملات على الانترنت ومن عمليات “التنجيم”. غير أن إطلاق نسخة ثالثة من العملة الافتراضية تعرف بـ Bitcoin2x شجَّع المستخدمين على زيادة الانفاق، يوم أمس، إذ يحصل هؤلاء على مبالغ افتراضية مجاناً مع كل إطلاق لعملة جديدة. هكذا، نجح المستخدمون الذين يعرفون “بعمال مناجم بيتكوين” بزيادة الإنفاق بشكل ملحوظ، ما انعكس إيجاباً على القيمة الكليّة. أمر آخر ساهم في هذا الارتفاع الدراماتيكي لقيمة العملة هو تزايد اهتمام المستثمرين والشركات العالمية بالعملة الافتراضية. وتعمل شركة بريطانية اسمها “لندن بلوك إكستشانج” على إصدار بطاقة ائتمان مصرفية رصيدها مؤلف من العملة الافتراضية. هذا يعني أن “بيتكوين” التي بقيت أسيرة النطاق الافتراضي منذ تأسيسها في العام ألفين وتسعة حتى اليوم قد تخرج إلى العالم الحقيقي. وتزداد اهتمامات الشركات بهذه العملة، ويقول خبراء إن العالم يشهد مرحلة تأسيس سوق مالية موازية، قائمة على العملة الافتراضية. وبدأ العملاق الأميركي غوغل، على سبيل المثال، بقبول مدفوعات عبر العملة الافتراضية وأنتج لهذه العملية تطبيقاً مخصّصاً اسمه API. من جهته، يدرس العملاق التجاري العالمي “أمازون” مشروع السماح للمستهلكين بالدفع عبر “بيتكوين”. هذه التوجهات أدت إلى ارتفاع قيمة رأسمال “بيتكوين” بنسبة خمس وأربعين بالمئة خلال الأيام القليلة الماضية لتبلغ نحو 133 مليار دولار. ويقول مراقبون إن قيمة “بيتكوين” قد تلامس حدود العشرة آلاف دولار قريباً، لكن أحداً لا ينفي احتمال انخفاض هذه القيمة مجدداً.
مشاركة :