عقدت وايل كورنيل للطب قطر ندوة متخصصة تناولت تأثير الفنون البصرية والعلاج بالفن على صحة المرضى والرعاية الصحية. وصُنّفت هذه الندوة العلمية كفعالية تعلُّم جماعية معتمدة وفق متطلبات إدارة الاعتماد في المجلس القطري للتخصصات الصحية. واعتُمدت أيضاً من جانب مجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر الأميركي (ACCME)، الذي يُعد أحد أهم نظم اعتماد التعليم الطبي المستمر عالمياً. حضر الندوة، التي انعقدت على مدى يوم كامل، خبراء في الرعاية الصحية من مختلف مؤسسات الرعاية الصحية في قطر، وتناولت مواضيع متنوعة شملت تأثير الفنون البصرية على الطب والرعاية الصحية ورفاهية المرضى، بما في ذلك التدخلات العلاجية عن طريق الفن. كما سلطت الضوء على الدور الذي يقدمه العلاج بالفن في رعاية المرضى بين النظرية والتطبيق العملي، والطرق التي تؤثر من خلالها الفنون البصرية في مؤسسات الرعاية الصحية بشكل إيجابي على نفسيات المرضى، ما قد يؤدي إلى تحقيق نتائج أفضل لهذه المؤسسات. كما استعرضت الندوة التي شارك فيها عدد من الأخصائيين المعتمدين في مجالات تقديم العلاج عن طريق الفن نظرية العلاج بالفن وتطبيقاتها في تقديم الرعاية للمرضى، بالإضافة إلى دراسة حالة تثبت فعالية العلاج بالفن في الممارسة العملية. وفي هذا الإطار قال الدكتور آلان ويبر أستاذ اللغة الإنجليزية المشارك في وايل كورنيل للطب قطر إن الفنون البصرية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الرعاية الصحية من خلال أساليب عديدة، فقد يؤثر ديكور المستشفى بشكل إيجابي على المريض مما يدفعه للشعور بالتعافي، وقد يساعد استخدام الكتب المصورة طلاب الطب على فهم مرضاهم بشكل أفضل. كما أن تشجيع طلاب الطب على دراسة الفنون الجميلة لتطوير قدراتهم على تفسير واستيعاب المعلومات البصرية المعقدة، هو أمر في غاية الأهمية خصوصاً عند تشخيص الأعراض الجسدية أو تفسير الصور الطبية مثل الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية. من جانبها، أوضحت الدكتورة عائشة هند رفاعي الأستاذة المساعدة في طب النفس السريري في وايل كورنيل للطب قطر كيفية استخدام العلاج بالفن جنباً إلى جنب مع الأدوية لمعالجة أعراض اللامبالاة والعزلة الاجتماعية عند الذين يعانون من مرض انفصام الشخصية. كما بيّنت فوائد استخدام هذا العلاج على مرضى الزهايمر الذين يمكنهم التفاعل بشكل واضح عند خضوعهم لمثل هذه الجلسات العلاجية، حتى وإن كانوا قد فقدوا القدرة على الكلام أو جوانب إدراكية أخرى. وقالت الدكتورة رفاعي: "ظهر العلاج بالفن في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، خصوصاً بعد التطور الذي شهده الطب النفسي وبعد تزايد الاهتمام بمخاطبة العقل الباطني للمرضى. وقد أكدت النظريات النفسية المختلفة، فعالية استخدام الفنون البصرية كوسيط لتشخيص وعلاج الحالات النفسية المختلفة كالصدمة النفسية والقلق والاكتئاب. وأضافت "يمكن للعلاج بالفن أن يكون فعالاً للغاية ولكن لا تتم ممارسته على نطاق واسع في منطقة الخليج. وأشارت إلى أن تنظيم هذه الندوة يأتي كخطوة ضمن سلسلة خطوات تقوم بها الكلية بهدف تشجيع استخدام العلاج بالفن في قطر لكي تتحقق أقصى فائدة ممكنة للمرضى.;
مشاركة :