اقترح الخبير ‫الاقتصادي الدكتور محمد بن دليم القحطاني، تغيير بوصلة وجهة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في السعودية في الحال، والتحول من فكر التجربة والخطأ والاجتهاد إلى فكر التجميع الصناعي والتحالف النوعي مع أهم دول العالم، خصوصًا بعد أن اتضح لنا أن نسبة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي للسعودية تبلغ 21 %، فيما يبلغ المعدل في أكبر 15 اقتصادًا في العالم بحدود ٤٦% . وتابع: "هنا نقولها وبصوت عالٍ لا يمكن الاعتماد على المشروعات الصغيرة في تنويع الاقتصاد السعودي، ونحن على أبواب فكر الاقتصاد الحديث الذي يرتكز على التصنيع المعرفي والتكنولوجيا الذكية والمشروعات الإبداعية التي تعزز من الناتج الإجمالي المحلي." وكشف "القحطاني" عن أن‫ عدد المشروعات الصغيرة والمتوسطة في المملكة أكثر من 1,5 مليون مشروع صغير بمتوسط نمو سنوي 15 %، مشيرًا إلى أن أنشطة تلك المنشآت تتجه نحو الأنشطة التجارية بنسبة 50 %، و10 % منها في الصناعات التحويلية، و10 % في الخدمات، بينما الـ30 % الباقية موزعة لعدة أنشطة، وتوقع أن يصبح عددها في عام 2030 أكثر من 3,5 مليون مشروع. وتابع قائلاً: "من هنا جاءت مبادرة فكرة التحول النوعي للمشروعات الصغيرة، بحيث نستفيد من البنية التحتية للقطاع الصناعي السعودي ونتجه نحو التجميع الصناعي لكل المنتجات التحويلية والاستهلاكية والكمالية وغيرها، حتى نساهم في خدمة قطاع التصنيع الذي لامسته رؤية 2030". وبسؤاله عن اقتراحاته فيما يتعلق بالقطاع الخدمي، أجاب قائلاً: "علينا تشجيع المشروعات الصغيرة في مجال السياحة للربط بين أصحاب المشروعات السياحية السعودية الصغيرة ونظرائهم الأجانب الذين يعملون في المجال نفسه". وختم حديثه لـ"سبق" مؤكدًا أهمية التوجه إلى خدمة قطاع الإنشاءات بمنتجات ذكية سريعة التركيب لتخدم القطاع السكني داخل المملكة وخارجها، وعن قطاع التعدين فرأى الخبير الاقتصادي ضرورة تعزيز فكر التحالفات الصناعية الصغيرة لمنتجات الألمنيوم في كل تفاصيلها، وذلك بالتعاون مع دول متقدمة صناعيًا في هذا الشأن.