دبي:«الخليج» شاركت هيئة الطرق والمواصلات في مؤتمر (لوس أنجلوس كوموشن) بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية، ويعد المؤتمر من أهم المنصات العالمية لمستقبل التنقل، ويهدف إلى إحداث تغيير جذري في وسائل التنقل المدنية، وإيجاد حلول تكنولوجية للتنقل في المناطق الحضرية، واستقطب الحدث رؤساء هيئات النقل والمواصلات العالمية، وكبار مصنعي التكنولوجيا والشركات الخاصة والشركات الناشئة ومصنعي وسائل النقل.ترأس مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، وفد الهيئة المشارك في المؤتمر، الذي افتتحه إيريك جارسيتي عمدة لوس أنجلوس، بحضور جون روسانت الرئيس التنفيذي لشركة نيو سيتيز، ومسؤولي النقل والمواصلات في مختلف دول العالم.وأعلن الطاير خلال مشاركته في الجلسة الرئيسية للمؤتمر، عن إطلاق تحدي دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة، الذي سيكون أكبر منصة عالمية للشركات ومراكز الأبحاث والتطوير لتنفيذ سيناريوهات وتطبيقات هذه التقنية على شوارع دبي، مشيراً إلى أن تحدي دبي عبارة عن مسابقة عالمية تهدف إلى تشجيع الصناعات الرائدة في مجال التنقل ذاتي القيادة، لحل المشاكل القائمة حالياً مثل الازدحامات المرورية، وانخفاض عدد مستخدمي وسائل المواصلات العامة، وتحدي الميل الأول والأخير لوصول الركاب لوجهاتهم النهائية، وكذلك توسيع نطاق التنقل ذاتي القيادة، وتتوزع المسابقة على ثلاث فئات رئيسية هي نقل الجمهور، ونقل البضائع، والإبداع.وقال: إن إمارة دبي بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أحد أهم أحد المراكز السياحية والتجارية في العالم، وذلك بفضل تبني القيادة الرشيدة نهج الابتكار في جميع المجالات، وسياسة الاقتصاد المنفتح والمتنوع، وكذلك البنية التحتية المتطورة والمتكاملة مثل مطاري دبي وآل مكتوم الدوليين، ومترو دبي أطول مترو بدون سائق في العالم، وميناء جبل علي أحد أكبر الموانئ الصناعية في العالم، وبرج خليفة أعلى برج في العالم، كل ذلك مكنّ دبي من استضافة الأحداث العالمية مثل معرض إكسبو 2020.وتطرق في كلمته إلى جهود هيئة الطرق والمواصلات في تطوير البنية التحتية لشبكة الطرق ومنظومة التنقل في دبي، التي ساهمت في تحقيق نقلة نوعية، منها الحصول على المركز الأول عالمياً في جودة الطرق لأربع سنوات متتالية طبقاً لتقرير التنافسية العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وتوفير نحو 34 مليار دولار في قيمة الوقت والوقود المهدرين، بسبب الازدحامات المرورية، بين عامي 2006 و 2016، وزيادة نسبة رحلات النقل الجماعي من 6% عام 2006 إلى 16% عام 2016، وانخفاض معدل وفيات حوادث الطرق من قرابة 22 حالة وفاة لكل 100 ألف من السكان عام 2006، إلى 3.5 حالات وفاة لكل 100 ألف من السكان عام 2016. مستقبل النقل وقال الطاير: هناك ثلاثة أسباب رئيسية تقود التحول في مجال النقل عالمياً، وهي: تحسين مستوى السلامة والأمان، وتقليل زمن الرحلات من خلال توفير خدمات وخيارات تنقل اقتصادية تلبي احتياجات المتعاملين، وتأسيس نظام تنقل مستدام، مشيراً إلى أن هناك خمس وسائل نقل وتوجهات عالمية وتقنيات جديدة، هي المواصلات ذاتية القيادة، ووسائل مواصلات مبتكرة مثل الهايبرلوب والتاكسي الجوي، وكذلك يوجد توجه التنقل المشترك في العديد من المدن وتتضمن المواصلات حسب الطلب، كما أن الممكنات الذكية تساعد على تنفيذ الوسائل المستقبلية، ويعتبر التنقل المستدام أحد التوجهات العالمية أيضاً مثل المركبات الكهربائية والهجينة، والمركبات المزودة بوقود الهيدروجين.وأضاف: هناك عدة تحديات تواجه تطور مستقبل التنقل وهي تخصيص وسائل نقل ملائمة للظروف والبيئات المختلفة، وتحديد التمويل والأسعار المناسبة، وأساليب التحول من وسائل النقل التقليدية إلى الوسائل الجديدة، وللتغلب على هذه التحديات ينبغي تعزيز التنسيق والعمل المشترك بين القطاعين الحكومي والخاص، وإجراء بحوث رصينة فيما يتعلق بالوسائل والتقنيات الجديدة، وإجراء اختبارات وتجارب مناسبة وكافية، وإجراء جميع الفحوصات والاعتماد الحكومي قبل تطبيق الوسائط والتقنيات الجديدة، إلى جانب تطوير التشريعات التي تنظم تشغيل هذه الوسائط، وإنشاء البنية التحتية المطلوبة، وتوعية أفراد المجتمع لتقبل مثل هذه الوسائل.وأكد مطر الطاير أن دبي تحرص على استشراف وتشكيل المستقبل وتطوير التنقل في المدينة، وأن هيئة الطرق والمواصلات تسعى لتنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتحويل 25% من إجمالي الرحلات في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول عام 2030، حيث تم اعتماد استراتيجية هيئة الطرق والمواصلات للتنقل ذاتي القيادة، التي تتضمن جميع وسائل النقل الجماعي، من قطارات وحافلات ووسائل نقل بحري ومركبات أجرة، إضافة إلى المركبات الخاصة، مشيراً إلى أن هيئة الطرق بدأت فعلياً في تطبيق استراتيجية التنقل الذكي في عدة محاور أهمها، مترو دبي الذي ينقل أكثر من 650 ألف راكب يومياً، وترام دبي الذي يحتوي على بعض تقنيات القيادة الذاتية، وستتضمن المرحلة الثانية منه تجربة «ترامات» ذاتية القيادة بشكل كامل، والتشغيل التجريبي لمركبات وحافلات صغيرة ذاتية القيادة، ودراسة توفير حافلات سريعة ذاتية القيادة BRT، وتطبيق مبادرات لتغطية الميل الأول والأخير بالشراكة مع القطاع الخاص، ومنها نظام تأجير المركبات بالساعات، وإطلاق المنصة المتكاملة للتنقل في إمارة دبي (سهيل)، التي تتيح للمتعاملين الوصول لجميع وسائل النقل في دبي عبر نافذة واحدة (تطبيق ذكي)، حيث تعد دبي من أوائل المدن في العالم التي تقوم بتطوير مثل هذه المنصة المتكاملة، وتوفير 174 خدمة عبر الهواتف والأجهزة اللوحية الذكية إلكترونياً.وقام الطاير والوفد المرافق له، بزيارة عدد من المؤسسات والشركات، حيث زار شركة هيبرلوب ون، كما زار وفد الهيئة شركة جي أم كروز المتخصصة في المركبات ذاتية القيادة، وشركة سبيس إكس واطلع على آخر التطورات في مجال النقل المستقبلي السريع بين المدن والدول، كما زار الوفد موقع حفر الأنفاق الجديد في لوس أنجلوس.واجتمع الطاير مع ألون مساك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، وتم خلال الاجتماع بحث المستجدات حول ال 200 مركبة تسلا التي اشترتها الهيئة، وتم تشغيلها ضمن أسطول تاكسي دبي لخدمة مطار دبي الدولي.كما عقد اجتماعاً مع نينا هاتشجن نائب عمدة لوس أنجلوس، وتم خلال اللقاء بحث مجالات التعاون وتبادل الخبرات. تفاهم بين «الطرق» وشركة «نيو سيتيز» وقعت هيئة الطرق والمواصلات مذكرة تفاهم مع شركة (نيو سيتيز) التي تجمع شبكة عالمية من قادة القطاعين العام والخاص والمبتكرين في مستقبل التنقل الحضري، لتعزيز التعاون الموجه لجعل المدن أكثر شمولية ومتصلة وصحية ونابضة بالحياة.وقع المذكرة عن الهيئة مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في الهيئة، فيما وقعها من جانب الشركة جون روسانت الرئيس التنفيذي لشركة نيو سيتيز.سيتم بموجب مذكرة التفاهم تعزيز التعاون والتنسيق بين الهيئة والشركة، حول الدراسات والمبادرات والمشاريع المستقبلية المتعلقة بالتنقل في دبي، وتوفير البيانات التي تساعد الهيئة على القيام بالدراسات أو المشاريع التي يتم الاتفاق عليها، وتبادل المعرفة الخاصة بمستقبل المدن، إلى جانب مشاركة الهيئة في الفعاليات التي تقيمها شركة (نيو سيتيز).
مشاركة :