عواصم: «الخليج»، وكالات فتحت السلطات المصرية، أمس، استثنائياً، معبر رفح البري مع قطاع غزة في كلا الاتجاهين لمدة ثلاثة أيام، في ظل إدارة حكومة الوفاق الفلسطينية للمعبر من الجانب الفلسطيني؛ لأول مرة منذ وقوع الانقسام الداخلي منتصف يونيو/حزيران 2007.وتجمع المسافرون الفلسطينيون في صالة أبو يوسف النجار بمدينة خان يونس، جنوبي القطاع منذ ساعات الفجر الأولى، تمهيداً لنقلهم إلى معبر رفح بالحافلات. وتواجد داخل المعبر عدد من أفراد حرس الرئاسة بزي مدني، وأشرف على البوابات عدد آخر من قوات أمن الرئاسة بالزي الرسمي، فيما تواجد عدد من أفراد الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السابقة، التي كانت تديرها حركة «حماس» خارج المعبر لحفظ الأمن، لحين تمكّن حكومة الوفاق من نشر عناصرها.وتفقد وزير الأشغال العامة والإسكان في حكومة الوفاق مفيد الحساينة، بتوجيهات من رئيس الوزراء رامي الحمد الله، سير العمل في معبر رفح البري. وتقدم الحساينة في تصريحات للصحفيين، باسم الرئيس محمود عباس والحمد الله، بالشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على فتح معبر رفح، والتخفيف من معاناة أبناء الشعب الفلسطيني.وقال الحساينة، إن فتح معبر رفح من قبل حكومة الوفاق الفلسطينية، هو باكورة عملها عليه بشكل رسمي، معرباً عن أمله بأن يتم تشغيل المعبر في أقرب وقت بشكل كامل. وشدد الحساينة على أن المشهد في معبر رفح سيؤدي إلى وحدة حقيقية فلسطينية، داعيا المتحاورين في مصر إلى العمل على إنهاء كل الملفات العالقة، مشدداً أن حكومة الوفاق على أتم الجاهزية وبكل مسؤولية، لتحمل مسؤوليتها تجاه أبنائها في قطاع غزة في كل القضايا.وأضاف: «ننتظر من المتحاورين أن يكون الهم الفلسطيني والخاص بقطاع غزة، ضمن جدول اهتماماتهم، والعمل على إنهائه». وتابع: «لدينا أكثر من 14 ألف حالة سرطان، وأكثر من 40 ألف طالب تمت إعاقتهم، إضافة إلى عدم خروج الحالات الإنسانية، التي عانت على مدار عشر سنوات من الانقسام وأصبحت هناك أزمات متراكمة».وكانت وزارة الداخلية في قطاع غزة أعلنت مساء الجمعة، عن كشف المسافرين المقرر سفرهم عبر معبر رفح. وأشارت في بيان، إلى أن الكشف هو ذاته، بالنسبة للذين كان مقرراً سفرهم في 15 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حين أعلن عن فتحه ثم جرى إلغاء ذلك للظروف الأمنية في سيناء. وكان رئيس جهاز المخابرات في السلطة ماجد فرج، وصل إلى القطاع الجمعة، وبحث مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار عدة ملفات، أبرزها آلية العمل في معبر رفح.وتمكّنت عشر حافلات تقل مسافرين من عبور الجانب الفلسطيني في معبر رفح، إلى الجانب المصري في أول ساعات عمل للمعبر، بعد أن قامت وزارة الداخلية بغزة بالإشراف على ركابها، لتبدأ الإجراءات الأمنية داخل المعبر بوجود ضباط شرطة تابعين لحكومة الوفاق الفلسطيني.وقالت مصادر مصرية أمس، إن المعبر سيفتح أمام حركة عبور العالقين أيام السبت والأحد والاثنين في الاتجاهين، لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني بالقطاع.إلى ذلك، طالب المشاركون في مسيرة حاشدة نظمت في رام الله بإنهاء صفحة الانقسام بشكل نهائي، وتحقيق المصالحة الوطنية التي تعيد توحيد النظام السياسي الفلسطيني، لمواجهة مخططات الاحتلال وأهدافه المعلنة، بتصفية القضية الوطنية ومنع أي إمكانية لقيام دولة مستقلة، ذات سيادة وعاصمتها القدس.وشهدت المسيرة التي انطلقت من ميدان المنارة، برام الله، هتافات المئات من المواطنين الداعين لإنهاء الانقسام فوراً، وإنجاز الاتفاق على مختلف القضايا العالقة، وطالب المشاركون عبر مذكرة قام علي عامر، منسق «وطنيون لإنهاء الانقسام» بقراءتها، بتشكل حكومة وحدة وطنية تستطيع النهوض بمقدرات شعبنا، والتوافق على انتخابات تشريعية ورئاسية وللمجلس الوطني، حيثما أمكن وفق سقف زمني محدد بمشاركة الجميع، لإقرار استراتيجية وطنية جديدة، تمكن شعبنا من مجابهة التحديات الإقليمية والدولية.
مشاركة :