نداء خادم الحرمين رسالة صادقة لإنقاذ الحضارة البشريـة

  • 9/15/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

المواقف التاريخية التي يقفها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تشكل مجموعة من الحجج والبراهين الدامغة التي تدين أولئك الذين يقودون ويديرون العالم ولكنهم في الوقت نفسه يتقاعسون عن حمايته. من هنا لم يكن مستغربا أن تخرج كلمة خادم الحرمين الشريفين التي وجهها مؤخرا للأمتين العربية والإسلامية بل وللعالم أجمع على النحو الذي خرجت به، وهي الكلمة التي كشفت عن وعي وإدراك متميزين ومتحققين باليقين في شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز ، حفظه الله. والمتأمل للمواقف والرسائل المتتالية لخادم الحرمين الشريفين يدرك أن «الدين الإسلامي هو دين حضارة». وثمة مجموعة من التساؤلات طرحها بقوةٍ وحسمٍ خادم الحرمين الشريفين وهي تعكس، كما سبق القول، جملة من المخاوف والتحذيرات المتشابكة بشأن المستقبل أو المصير الذي باتت تنجرف نحوه الأمتان العربية والإسلامية، بل والعالم أجمع. وعندما ننظر إلى الواقع الذي تعيشه الأمتان العربية والإسلامية سندرك حقيقة مؤلمة مفادها أن «دماء وأراضي وثروات» العرب والمسلمين قد صارت الأكثر استباحة على مستوى العالم برمته وبشكل غير مسبوق. ذلك أن أكثر الدماء التي تسيل وتسفك الآن على مستوى العالم بأسره هي دماء عربية ــ إسلامية، كما أن أكثر أراضي وثروات العالم إهدارا هي الأراضي و الثروات العربية والإسلامية أيضا، وكأنما كتِب على شعوب هاتين الأمتين العظيمتين أن تعيشا في خوف وانعدام للأمن وفي فقر وتخلف. فمن أفغانستان وباكستان شرقا وحتى موريتانيا غربا ومن العراق وسوريا شمالا وحتى الصومال جنوبا.. نجد أن الدماء العربية ــ الإسلامية في حالة سفك دائمة وكأنها قد باتت تشكل أنهارا متصلة من الدماء. كذلك أصبح الدمار والخراب قد أخذا ينشران ظلالهما على ربوع الأمتين. وحين بدأ العدوان «الإسرائيلي ــ الصهيوني» الغاشم على غزة وحين تملك العالم صمت مريب ومخيف، كان «التحذير» واجبا وكان نداء خادم الحرمين الشريفين نداء قائد حكيم يخاف على أمته ويسعى لاستقرارها. إذن خرجت كلمة الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما استحكمت عملية القتل والتخريب والدمار وعندما صارت خانقة بقبضتها على رقبة الشعوب العربية والإسلامية، ليكون السؤال المطروح هنا هو : ألا يعد «تحذير» الملك عبد الله وكذلك «نداؤه» بمثابة تحذير وصرخة في وجه الإرهاب ومن ثم صرخة من أجل إنقاذ الحضارة البشرية من مخاطر الدمار والهلاك اللذين باتا يحيطان بالعالم أجمع ؟ كما تكشف كلمة الملك عبد الله عن الواقع المخيف والمرعب الذي صارت خيوطه متشابكة ومعقدة كتشابك وتعقد خيوط العنكبوت رغم ضعفها وهشاشتها؟ هذه الفتنة التي وجدت لها أرضا خصبة في عالمينا العربي والإسلامي وسهل لها المغرضون الحاقدون على أمتنا ... من المعيب والعار أن هؤلاء الإرهابيين يفعلون ذلك باسم الدين فيقتلون النفس ... ويمثلون بها ويتباهون بنشرها ... فشوهوا صورة الإسلام بنقائه فأمتنا تمر اليوم بمرحلة تاريخية حرجة وسيكون التاريخ شاهدا على من كانوا الأداة التي استغلها الأعداء لتفريق وتمزيق الأمة وتشويه صورة الإسلام. هكذا يرى خادم الحرمين الشريفين الواقع الأليم و المرير الذي تعيشه الأمتان العربية والإسلامية، وهكذا يؤمن ويعتقد بأن قوى وخفافيش الظلام والإرهاب المتشاركة مع أعداء الأمة يشكلون جميعا حلفا لإشاعة عدم الاستقرار في المنطقة. وما سبق يكشف عن مخاوف حقيقية بشأن تهديدات قائمة صارت محدقة ليس فقط بمصير المنطقة بل بوجودها من جهة ومطالبة خادم الحرمين الشريفين جميع قادة وعلماء الأمة العربية ــ الإسلامية أن يستيقظوا وينهضوا من أجل الدفاع عن المصير والوجود من جهة أخرى. * رئيس المركز المصري للدراسات السياسية والتنموية وخبير الشؤون الخليجية.

مشاركة :