واجهت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، في الأسبوع الأخير، انتقادات حادة، بعد هجومها على الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، لما صرح به بعد هزيمة 5 يونيو 1967، وهو ما لم يرق لكثيرين حتى أصبحت في مرمى نيران النقد. في أغلب الحوارات التليفزيونية والصحفية دائمًا ما تهاجم الحجاب والنقاب، وتثير الجدل بتصريحاتها وتنال من المتابعين هجومًا شرسًا، وهي السلسلة التي وصلت إلى محطتها الأخيرة بالأمس، حينما أعلن جمال شوقى شاروبيم، رئيس لجنة الشكاوى بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، عن فتح تحقيق عاجل فيما شهده برنامج «هنا القاهرة» الذي تقدمه الإعلامية بسمة وهبة، وفيه حلت «الشوباشي» ضيفةً أمام المحامي ميشيل حليم، وهي الحلقة التي شهدت مشادة كلامية بسبب موقفها من «الشعراوي». بعيدًا عن الصورة التي تحرص «الشوباشي» على الظهور بها، لها جانب خفي عملت على حظر معرفة الآخرين به، لكن الظروف دفعتها للإفصاح عنه في مناسبات قليلة. في أواخر خمسينيات القرن الماضي تزوج منها الكاتب الراحل علي الشوباشي، رغم أنها كانت تدين بالمسيحية في تلك الفترة، وأول ما أخبرها به: «إنتي ليكي معتقداتك وأنا ليا معتقداتي، وإحنا هنتجوز.. إحنا بنحب بعض عاوزين نرسي حياة مشتركة حلوة».فريدة الشوباشى تحكى قصة اعتناقها الاسلام لاول مرة بسبب عمر بن الخطاب YouTube Uploaded by فرغلى عبدالباسط on 2015-08-15. بعد 5 سنوات دخل الزوج إلى السجن وبقيت «فريدة» وحيدة، ليطالبها بضرورة الدراسة حتى التحقت بكلية الحقوق، وهو ما أتاح لها الاطلاع على الشريعة الإسلامية، والقوانين التي أرساها عمر بن الخطاب. تابعت «فريدة» روايتها، خلال ضيافتها ببرنامج «بين اتنين» المذاع سابقًا عبر «المحور»، إنها تعلمت من دراسة القوانين الإسلامية أن «عدم التعسف في استعمال الحق، أي التعدي على فرد آخر وأثناء ممارسة الحق»، وهو ما اقتنعت به، وحسب قولها: «ده مبدأ أصيل في الشريعة بيطبقه الغرب، إحنا لا بنطبقه على الماشي». تأثرت «فريدة» بسيرة عمر بن الخطاب، وتقول إن ما قرأته عنه كان بعيدًا كل البعد على ملبسه أو لحيته، مكتفيةً بالتركيز على تصرفاته وكيفية مواجهته لمشكلات الرعية، وهنا شعرت بشئ جديد: «حسيت إنه طلعلي من الكتاب وقال لي تعالي، فا بقيت اقرأ عنه أكتر من الكتب بتاعت الجامعة، زي عبقرية عمر وحاجة كان كاتبها عبرحمن الشرقاوي». في عام 1963 أكمل الزوجين 5 سنوات من الارتباط، حينها توجهت «فريدة» إلى «علي» وأخبرته برغبتها في اعتناق الدين الإسلامي، وحسب روايتها ظن، في الوهلة الأولى، بأنها تعرضت لضغوط لاتخاذ القرار، لكنها نفت له ذلك. أردفت: «اعتنقت الإسلام ليه بقى؟، لأن أنا معرفش أعيش عيشة بوشين أو مزدوجة، أنا كنت بمارس كل الشعائر بيني وبين ربنا، لكن أنا كواحدة معتقدة في صحة الخطوة اللي عملتها، أنا كنت عاوز اعملها رسمي وعُمر ما حد عرفها إلا في سنة 2010». استفز الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك «فريدة» في عام 2010، خلال تعقيبه على حادث كنيسة نجع حمادي، حينما استعمل في كلمته مصطلح «عنصري الأمة»، لتتوجه إلى الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، وقت ترأسه لتحرير «المصري اليوم»، باكيةً، وأبلغته بأن ذلك التعبير «إسرائيلي أو أطلقه جهاز الـ CIA». أفصحت «فريدة» لـ«الجلاد» عن حقيقة معتقدها، قائلةً: «ده مش صحيح، والدليل أنا وأنا صبية سنة 56 كنت مصرية قبطية، روحت اتظاهرت ضد العدوان الثلاثي، وأنا وأنا مصرية مسلمة في 67 أنا اتظاهرت ضد العدوان الإسرائيلي، أنا في الحالتين أنا فريدة مصرية، جيناتي هي هي مافيهاش عنصرية». أُعجب «الجلاد» بما قالته «فريدة»، والتي كتبت ما تحدثت به في مقال بعنوان «بل عنصر واحد»، مبلغًا إياها بأنه لم يكن على علم بكل هذه التفاصيل، لترد: «مكنتش حابة حد يعرف». بالعودة إلى مقالتها بـ«المصري اليوم» كشفت فيه تفاصيل أكثر عما تعرضت له وقت اعتناقها للإسلام: «لم أرضخ لأى تهديد للرجوع عما أصبحت أُؤمن به، حتى لو كان مسدسًا مصوبًا إلى رأسي، إذ أنتمى لأسرة صعيدية محافظة». سلطت الضوء على مشاركتها في المظاهرات المناهضة للاحتلال الإسرائيلي عام 1967، بعد أن اعتنقت الإسلام، وقتها توفي جنينها في شهره السابع: «نزلت إلى الشارع يوم التاسع من يونيو 1967 وأنا فى الشهر السابع من الحمل، وفقدت طفلي وأنا أشارك فى مظاهرات رفض الهزيمة والتمسك بقيادة عبدالناصر، ومن يستعد الوثائق المسجلة لهذا اليوم الذي غيّر، باعتراف الأعداء قبل الأصدقاء، مجرى التاريخ، أتحداه أن يفرق بين المسلم والقبطى الذين تكونت منهم مظاهرة الخمسة ملايين مواطن مصري». ختمت «فريدة» مقالتها بالقول: «أعتقد بصدق أننى أجسد -نظرًا لظرفي الشخصي وربما هناك كثيرون غيري- زيف مصطلح عنصرا الأمة.. وأعيد أنني أنتمي إلى العنصر المصري الممتد منذ عشرات القرون، روحًا وجسدًا وسحنة وحنينًا وحنانًا، قبل اعتناق الإسلام.. وبعده.. وبنفس القدر!».
مشاركة :