اللحيدان: جهود عظيمة للمملكة في دعم التفاهم بين أتباع الأديان والثقافات

  • 11/19/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شاركت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة في برنامج التبادل المعرفي في فعاليات ندوة "الدين في العالم المعاصر" التي نظمتها البعثة الإسلامية الدولية في روسيا، بالتعاون مع الهيئة الفيدرالية لشؤون القوميات والمجلس الروسي للأديان وصندوق دعم الثقافات الإسلامية والعلوم. وقال د.عبدالله بن فهد اللحيدان مستشار الوزير المشرف على البرنامج في كلمة في افتتاح الندوة: إن الحوار وتبادل المعرفة منهج إسلامي أصيل، حافظ عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في جميع مراحل حياته مع القريب والبعيد، والموافق والمخالف، والصديق والعدو، وجعله وسيلة للتعارف فالتآلف ثم التعاون فالتحالف، وهذه المراحل الأربع هي جوهر الحوار وثمرته على امتداد العصور، قال تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا}. وأضاف: ومن هذه المنطلقات فإن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين تبذل جهداً عظيماً في دعم جهود التفاهم بين أتباع الأديان والثقافات، وتسعى إلى ترسيخ الوسطية والاعتدال ومواجهة التطرف والكراهية من خلال مبادرات متنوعة، منها برنامج التبادل المعرفي في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الذي يشرف عليه الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، وهو برنامج نوعي يهدف إلى إيصال المعرفة الحقيقية بالأديان وعلمائها ومواقفهم من خلال التفاهم وصولاً إلى التعاون وتحقيق الأهداف المشتركة. وأشار د. اللحيدان إلى المشكلات والقضايا المعقَّدة للبشرية اليوم في كثير من مناطق العالم، وأزمات الإنسان، ومقتضيات الحالة التي يبحث فيها عن الطريق إلى الكمال والسعادة، وهو في خضم تدافع أمواج الاضطرابات وحين تكون الماديات والحياة المادية قد أرهقته، فيرمي ببصره نحو نافذة مضيئة، ومخرج من هذا النفق المظلم، ومن هنا فقد عمَّت جميع أرجاء المعمورة موجة من التعطش إلى القضايا الروحية، خصوصاً بين أوساط الجيل الصاعد من الشباب. واستطرد: ويظن البعض خطأً أن الأديان -ومنها الدين الإسلامي- يمكن أن تكون عاملاً مساعداً في زيادة الصراع المحتدم وتأجيج تلك النار المشتعلة، ومن هنا تكتسب هذه الندوة أهميتها لأنها تلقي الضوء على موقف الأديان -ومنها الدين الإسلامي- من قضايا العصر. وأردف د. اللحيدان: لقد اعتقد العقل الحداثي أن الدين أمر يعود إلى الماضي، وهو من سمات المجتمعات البدائية السابقة للحداثة، وأنه إما سيضعُف بشكل كبير أو سيختفي كلياً، وفي أفضل الأحوال، سيصبح أمراً خاصاً بالفرد في المجتمعات العلمانية الحديثة، لكن التاريخ العالمي اتخذ -في هذه الأيام- مسارات مختلفة عن كل التوقعات. وختم حديثه قائلاً: لقد جرّب العالم خلال العقود الثلاثة الماضية أنواعاً من محاولات التعايش لم تحقق النجاح المرجو، لأنها لم تقم على فكرة التعاون على تحقيق المشتركات وإظهار الاحترام للأديان، وقد آن الأوان لاعتماد التعاون والاحترام والتبادل المعرفي بين أتباع الأديان سبيلاً للتفاهم والتسامح والتعايش بين الشعوب.

مشاركة :