بغداد - «إيلاف»، وكالات - إثر مطالبات قوى سنية عراقية بتأجيل الانتخابات البرلمانية العامة في البلاد بسبب تعرّض مناطقهم لخراب الحرب ضد «داعش» ونزوح أكثر من أربعة ملايين شخص منها، نصفهم يعيشون حالياً في المخيمات، ما يعوق إجراءها في ظروف صالحة، أكد كبار السياسيين العراقيين خلال الساعات الأخيرة تصميمهم على تنظيمها في موعدها المحدد في منتصف مايو 2018. وخلال تسلمه بطاقته الانتخابية، أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أن «الانتخابات ستُجرى في موعدها الدستوري بخلاف ما يتحدث عنه عدد من السياسيين»، مشيراً إلى أن مجلس الوزراء حدد موعد إجرائها، وأن البلد يسير بالطريق الصحيحة. وتسلم العبادي بطاقة الناخب من أحد مراكز الناخبين في بغداد، واستمع إلى شرح عن طبيعة التسجيل والإقبال من قبل المواطنين الذين حضهم على المشاركة في الانتخابات، حسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي. على الصعيد عينه، شدد الرئيس العراقي فؤاد معصوم ونائبه نوري المالكي على ضرورة إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة في موعدها المقرر، وتعزيز الثقة بين أطراف العملية السياسية على أساس التفاهم والمصارحة البناءة والتمسك بالدستور. بدوره، دعا رئيس «التحالف الوطني» عمّار الحكيم إلى جبهة وطنية داعمة لوحدة العراق، مشدداً على التمسك بإجراء الانتخابات ي موعدها المحدد. في المقابل، أكد تحالف «القوى الوطنية» (أكثر ممثل للنواب السنة في البرلمان) أنه «لا اقتراع قبل عودة النازحين». وقال القيادي في التحالف أحمد المساري في بيان إن مجلس رئاسة التحالف «يؤكد ضرورة عودة النازحين والمهجرين في المحافظات المحررة من دنس عصابات (داعش) إلى ديارهم، وتأمين الظروف الحياتية المناسبة قبل إجراء الانتخابات». من جهتها، أقرّت النائبة عن «تحالف القوى» لقاء وردي بوجود حراك سياسي سني لتأجيل الانتخابات. وقالت في تصريح صحافي أمس: «لدينا أسباب لتأجيل الانتخابات التشريعية المقبلة، وهي منطقية تنطلق من فلسفة الديموقراطية في العراق، وبالتالي عندما نطالب بالتأجيل فهذا ليس حزبياً ولا مناطقياً». ميدانياً، اعتقلت القوات العراقية العشرات من عناصر تنظيم «داعش» بعد حملات تفتيش واسعة طالت أحياء ومناطق تابعة لقضاء راوة في محافظة الأنبار غرب العراق الذي استعادته القوات العراقية من التنظيم أخيراً. وجاءت الحملة وسط الاستعدادات لتمشيط المنطقة الصحراوية الشاسعة في المحافظة لملاحقة فلول التنظيم. وأفادت مصادر أمنية أن القوات العراقية ألقت القبض على العشرات من عناصر التنظيم خلال عملية تدقيق للمعلومات في راوة، بعد تجمع المدنيين في مكان عام للتأكد من سلامة موقفهم الأمني، وفرز المطلوبين منهم لإحالتهم على المحاكم المختصة عند الانتهاء من الإجراءات الخاصة بهم. ومن المرجح أن تبدأ القوات العراقية حملة عسكرية خلال الأيام المقبلة لتمشيط المنطقة الصحراوية في الأنبار، كما تنتظر القوات العراقية مهمة تأمين الحدود البرية مع سورية، لوضع حد لتسلل مسلحي التنظيم إلى البلاد. في غضون ذلك، قتل اثنان من مقاتلي العشائر جراء انفجار منزل مفخخ في مدينة راوة.
مشاركة :