لا تجعلوا من السخفاء عظماء - ثقافة

  • 11/20/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«جات اختي عيوش»... ماهدفها كي تحصد كل تلك المشاهدات والترويج في وسائل التدمير الاجتماعي- على حد تعبير البعض- وهو الأصح في نظري لأنها لم تعد وسائل تواصل اجتماعي بل تدمير وتفكيك للعلاقات وتشويه للفكر وتأخير للثقافة والتطور... وما مدى اهميتها حتى تنفذ كأغنية وتشوه صورة الفن... إلى أين سنصل؟ يوم عن يوم تثبت تلك الوسائل ان هناك فجوة كبيرة بين التطور وبين مجتمعنا، مازلنا نساعد في نشر السخافات والضحك عليها والتسلية بها... وتعظيمها وتقليدها بسذاجة. كم شخص فارغ الذهن عاطل فاشل صنع منه المجتمع مشهوراً مهماً... يُستغل في الاعلانات والعمليات التجارية ويتقاضى مبالغ باهضة وهدايا مقابل ان يظهر في الاعلان او يساهم في دعم المشاريع الصغيرة تلك التي طغت في السوشيال ميديا أخيرا... ما مدى مصداقية هؤلاء الأشخاص الذين جعلتم منهم عظماء لمجرد انهم نشروا «سخافة اصبحت ثقافة»، كي يأخذوا حيزاً كبيراً من اهتمام صناع الفن والتجار والمنتجين وغيرهم ممن ثتيرهم تلك الضجة الإعلامية، وتوجه الجماهير لشخص ما مجهول الهوية نسبت اليه هوية مزيفة واصبح مشهوراً. نحن نعيش خطراً قاتلاً... «فيروس» انتشر ليس له علاج الا بتطهير الذات من تلك السموم الفكرية وتحسين استخدام وسائل الاتصال الاجتماعي وتطهير النفوس من معتقدات دخيلة على مجتمعنا. ان الابداع الفكري والفني والثقافي متوقف منذ زمن... وإن كان هناك ابداع لا تسلط عليه الأضواء وينشر ويأخذ هذا الشكل من الاهتمام والانتشار... بل يطمس ويواجه بالنقد اللاذع ورفض المجتمع لاي مبدع بدافع الحقد والغيرة وعدم الرغبة في ظهور هؤلاء المبدعين الحقيقيين، وذلك لعجز البعض عن التطوير الذاتي ليصلوا الى تلك المرحلة من التميز والابداع... فالاذهان مشغولة بتفاهات التكنولوجيا التي قتلت طموحات الافراد وبلّدت العقول وأبعدتها عن التفكير، واصبح الكسل والركود حال الكثير... فمتابعة اخبار العالم اجمع اصبحت في متناول الجميع وبضغطة زر، والتطفل على حياة الاخرين اصبح رغبة ملحة لاشباع الفضول في متابعة يوميات المشاهير والافراد المنسوبة لهم الشهرة الفاسدة... وباتت مراقبة حياة الناس متعة وجزءاً لا يتجزأ من يوم اي فرد اصيب بداء «السوشيال ميديا» بدلا من مراقبة الذات وتطويرها وتحسينها، والبحث عن مستقبل مشرق والشعور باهمية الوجود في هذه الحياة. «جات اختي عيوش»... مثال حي للتخلف الفكري والانحدار في شتى المستويات، وذلك هو الطريق الى الرجعية في كل المجالات. * كاتبة وممثلة كويتية

مشاركة :