كشف مصدر مطلع في العاصمة اليمنية، صنعاء، أن الميليشيات الحوثية منعت أي فعاليات توافق الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الطفل في مناطق سيطرتهم، مبينا أن هذا التوجيه صادر عن القيادي في الجماعة، محمد علي الحوثي. وأضاف المصدر خلال تصريح إلى «الوطن» أن محمد الحوثي عقد اجتماعا مؤخرا في صنعاء، ووجه بعدم النظر لأي احتفالات أو فعاليات بهذا الخصوص، خشية أن يتم استغلالها ضدهم، في وقت تلاحق الميليشيا الانقلابية تهم تجنيد الأطفال واستغلالهم في الجبهات القتالية. وأكد المصدر أن الميليشيات قامت في الآونة الأخيرة باعتقال عدد من الشخصيات، بعد أن كانت تعد لوحات وصورا للأطفال القتلى في الجبهات، وذلك بالتزامن مع حلول مناسبة التوقيع على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل واتفاقية جنيف. انتهاك القوانين الدولية أكدت الباحثة الحقوقية في جنيف، ليزا اليافعي، خلال حديثها إلى «الوطن» أن الميليشيات المتمردة ضربت بكل القيم والأعراف عرض الحائط، وتواصل تجنيد الأطفال دون سن الخامس عشرة، وإجبارهم على القيام بأعمال شاقة تتنافى مع حقوقهم وأضافت اليافعي «إن موضوع تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة في اليمن ليس وليد اللحظة، بل ثبت في زيارة لمبعوثة الأمم المتحدة المعنية بتجنيد الأطفال، ليلى زروقي عام 2012، إلى محافظة صعدة، وحثت جميع الأطراف آنذاك، على الالتزام بالقوانين الدولية وحماية الأطفال.وأشارت اليافعي إلى أن الشرعية وقعت مع الأمم المتحدة على خطة تتضمن تسريح الأطفال المجندين في الجيش الحكومي، والتزمت به الشرعية، إلا أن الانقلابيين استغلوا ذلك التسريح وأجبروا الأطفال على القتال في صفوفهم. أرقام مرتفعة أوضحت اليافعي، أن تقارير الأمم المتحدة أظهرت عام 2015، ارتفاع معدلات تجنيد الأطفال بمعدل 3 أضعاف، وأن 82 % من حالات التجنيد التي تم التحقق منها نسبت إلى جماعة الحوثي، مبينة أن العرف الاجتماعي السائد في المناطق القبلية خاصة في شمال اليمن ساعد في تفاقم هذه الأزمة. واتهمت اليافعي الميليشيات الانقلابية، باستغلال قلة الوعي والثقافة لدى بعض العائلات اليمنية، إضافة إلى الفقر المنتشر، بهدف تجنيد أطفال هذه الأسر قسرا، وأدلجتهم ضمن مناهج طائفية تدرس لهم من قبل متخصصين في هذا المجال، إلى جانب استخدامهم في عمليات التجسس في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الميليشيات. وأشارت اليافعي إلى الإحصائية التي وثقها التحالف اليمني لرصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن خلال الفترة من يوليو 2014، حتى 30 ديسمبر 2016، كشفت عن تجنيد المليشيات لأكثر من 8000 طفل. تضليل الرأي العام من جانبها قالت الأمين العام لإعلام المرأة والطفل في اليمن، إبتسام عسيري، إن جميع برامج التوعية الخاصة بالطفل والمرأة سيطر عليها الحوثيون، عقب اجتياحهم العاصمة صنعاء، حيث قاموا بتعيين موظفين موالين لهم، ونشروا مواد توعوية تتوافق مع أهدافهم، إلى جانب تغيير المناهج التعليمية. وأشارت عسيري إلى أن الميليشيات قامت بنهب المبالغ المالية من بعض المنظمات لتمويل حروبها، والتضليل في نقل المعلومات الفعلية، فضلا عن نهب الدعم الدولي المخصص للأطفال. طرق تجنيد الأطفال: - استغلال الفقر والحاجة لدى الأسر - بث الوعود الكاذبة - أدلجة الأطفال عبر حصص طائفية - استخدامهم في عمليات التجسس
مشاركة :