ميركل تفشل في تشكيل ائتلاف حكومي

  • 11/20/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تعد بأن تفعل كل ما بوسعها من اجل قيادة البلاد بشكل جيد خلال الأسابيع الصعبة المقبلة.العرب  [نُشر في 2017/11/20]مهمة صعبة معهودة لميركل برلين - تواجه المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أخطر أزمة سياسية خلال حكمها المستمر منذ 12 عاما بعد فشل المفاوضات لتشكيل حكومة في المانيا مساء الاحد، الذي يمكن ان يؤدي إلى انتهاء حياتها السياسية. وفي غياب أي بديل، تستعد اكبر قوة اقتصادية في أوروبا لأسابيع ان لم يكن لأشهر من الشلل السياسي على الصعيد الوطني كما في أوروبا. وفي نهاية المطاف، قد يضطر الألمان للعودة إلى مراكز الاقتراع مطلع العام المقبل بينما انتخبوا للتو في سبتمبر نوابهم. وفازت المستشارة التي تحكم المانيا منذ 2005، بالتأكيد في الانتخابات التشريعية لكن بأسوأ نتيجة يسجلها حزبها المحافظ منذ 1949، وسط تقدم اليمين المتطرف الذي سجل اختراقا واستياء من وصول اكثر من مليون مهاجر. وهذا الوضع يضاف اليه رفض الاشتراكيين الديمقراطيين مواصلة الحكم معها، يحرمها من أغلبية واضحة في مجلس النواب. وتجري ميركل منذ أكثر من شهر مشاورات لتشكيل ائتلاف -- لم يختبر من قبل ومخالف للطبيعة -- بين حزبها المحافظ (الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي) والليبراليين والمدافعين عن البيئة. وبعد اكثر من شهر من المفاوضات الشاقة التي كانت آخر جولاتها اجتماع ماراتوني في نهاية الاسبوع، انسحب الليبراليون مساء الاحد معتبرين ان مواقف الأطراف متباينة جدا. وقال رئيس "الحزب الديمقراطي الحر" الليبرالي كريستيان ليندنر للصحافيين في برلين ان من "الأفضل الا نحكم بدلا من ان نحكم بطريقة سيئة"، معتبرا انه لم يكن بالامكان ايجاد "قاعدة مشتركة" مع المستشارة. لا ثقة قال ليندنر انه "ليست هناك مواقف مشتركة وثقة متبادلة" كافية للتفكير بحكومة من هذا النوع تحكم لأربع سنوات. وعبرت المستشارة الالمانية عن "اسفها" لهذا القرار، معتبرة انه كان يمكن التوصل إلى اتفاق بقليل من الارادة في التسوية. وستواصل ميركل الحكم في الوقت الراهن كما تفعل منذ شهر مع حكومة تكتفي بتصريف الأعمال لكن لا يمكنها اتخاذ قرارات كبرى. وهذا النبأ سيء خصوصا للشركاء الأوروبيين لالمانيا، ولا سيما فرنسا التي قدم رئيسها ايمانويل ماكرون في سبتمبر مقترحات لإنعاش الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو. وفي الوقت نفسه، وعدت ميركل بأن "تفعل كل ما بوسعها من اجل قيادة البلاد بشكل جيد خلال الأسابيع الصعبة المقبلة". وفي واقع الأمر، كانت قضية الهجرة وتبعات السياسة السخية لميركل لاستقبال طالبي اللجوء سبب تعثر المفاوضات. ولم تتمكن الأحزاب من الاتفاق على سقف لعدد طالبي اللجوء ولا ما اذا كان كل اللاجئين او جزء منهم يستطيعون الحصول على حق لم شمل عائلاتهم في المانيا. وشكلت قضايا البيئة نقطة الخلاف الثانية في المشاورات بين دعاة حماية البيئة (الخضر) والأحزاب الأخرى.غموض يكتنف مستقبل ميركل السياسي انتخابات جديدة؟ قالت ميركل إنها ستجري الاثنين مباحثات مع الرئيس الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يتوجب عليه بموجب الدستور ان يؤدي دورا رئيسيا في المرحلة المقبلة. ولا يحدد الدستور مهلة لتشكيل الحكومة، ويمكن لميركل نظريا بعد توقف قصير، ان تقوم بمحاولة جديدة لتشكيل تحالف مع الأحزاب الأربعة. لكن نظرا للانقسامات الحادة تبدو المهمة صعبة. ويمكنها ايضا محاولة إقناع الاشتراكيين الديمقراطيين بالتراجع عن رفضهم الحكم معها. لكن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يكرر باستمرار رغبته في ان يمضي فترة في المعارضة. وميركل نفسها رفضت فكرة ان تكون مستشارة لولاية رابعة على رأس حكومة اقلية. يبقى الاحتمال الأرجح وهو اجراء انتخابات جديدة. وفي هذه الحالة ستواجه ميركل صعوبة كبيرة في إقناع حزبها بخوض المعركة. والفشل الحكومي الاحد يشكل فشلا شخصيا لها ايضا. فهو يأتي بينما خرجت للتو من انتخابات تشريعية سجل فيها حزبها نتيجة مخيبة للآمال بينما يشهد في داخله معارضة حادة لقيادته الوسطية من قبل الجناح اليميني. وقال فرانك ديكير الخبير السياسي في جامعة بون لقناة البرلمان الالماني التلفزيونية "فينيكس" انه "من مصلحة ميركل ولادة حكومة، لان اي فشل سيعني ايضا انتهاءها" سياسيا. وكشف استطلاع للرأي نشرت صحيفة "دي فيلت" نتائجه الاحد ان 61,4 بالمئة من الالمان يعتقدون انها لا تستطيع ان تبقى في منصبها في حال اخفقت في مفاوضاتها لتشكيل ائتلاف حكومي.

مشاركة :