في يوم أحد كان يشي بالهدوء في المغرب، انتشر خبر صادم مفاده مصرع نساء حاولن الحصول على القليل من الدقيق والزيت والسكر والعدس. الحادث أثار موجة من ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي. امرأة مغربية في إحدى مظاهرات حركة 20 فبراير بالمغرب-أرشيف غضب كبير على الشبكات الاجتماعية في المغرب بعد مقتل 15 امرأة على الأقل بسبب التدافع للحصول على معونات غذائية في جماعة سيدي بولعلام، إقليم الصويرة، وسط البلاد، إذ لا حديث يتداوله نشطاء هذه المواقع حاليا غير التداول في أسباب الحادث، مستعينين بعدة وسوم في منشوراتهم كـ#فاجعة_الصويرة و #راني_زعفان (أنا غاضب دلالة على تفاعل مع أغنية جزائرية صدرت مؤخرا) و#شهيدات القفة (القفة هي كيس كبير من القش أو ألياف الشجر تُستخدم أساسًا لشراء المقتنيات الغذائية من الأسواق الشعبية بالمغرب). الحادث الذي وقع بعد ظهر أمس الأحد (19 نوفمبر/تشرين الثاني 2017)، جاء خلال توزيع جمعية محلية لمساعدات على الأسر الفقيرة. ووفقا لبيانات رسمية، فكل الضحايا هن نساء، عدد منهن خلفن وراءهن يتامى، كما توجد بينهن نساء طاعنات في السن، إذ توفيت واحدة منهن عن سن 80 عاما. وتحدثت الضحايا الجريحات عن أن الزحام كان شديدًا للغاية، وأن الراغبات في المساعدة جئن من كل مكان، بل إن منهن من وصلت المكان في الثانية صباحا. المُدون المغربي سعيد بنجبلي، كتب على حسابه بفيسبوك: "جوعى يموتون نتيجة لسياسة الدعم عن طريق القفة. أما الدول التي تحترم مواطنيها فتوزع عليهم المساعدات عن طريق بطاقات الشراء. فلا يموت الناس تدافعا على الكيس". أما عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، فكتب: " إنه الواقع المر الذي نسعى إلى إخفائه بانتصارات وهمية، في الرياضة وفي الصعود بالقمر الاصطناعي إلى الفضاء، وفي الاحتفاء بنجوم الفن وصرف المليارات عليهم. حين تطلع على مآسي ملايين المواطنين، الذين يعيشون على هامش الحياة الرغيدة للنافذين، وكان لك ضمير، فإن الحياة بداخلك تصبح بلا طعم ، والعيش بلا أمل". وفي الوقت الذي انتقد فيه العديد من المدونين الجمعية التي نظمت النشاط الخيري، كتب المدون عثمان عشقي: "ما يحمي الكثير من المغاربة من الانقراض هو التضامن. شريحة كبيرة من الشعب لم تكن لتجد ما تشتري به خروف العيد ولا الكتب لأبنائها ولا القيام بالعمليات الجراحية ولا ارتداء ملابس البرد لولا المحسنين. هذا ما يجب أن يفهمه من يريدون تحميل مسؤولية المأساة لصاحب المبادرة الإحسانية". وعلى تويتر، كتبت الناشطة الاجتماعية، لمياء بزير: "كم يلزمنا من وقائع درامية حتى نتذكر، أنه بالإضافة إلى المنتديات الجميلة، والطرق السيارة، والأسواق التجارية، فإن الواقع المغربي على هذا الشكل وخاصة ما وقع في الصويرة". وكتبت الصحفية المغربية هاجر الريسوني: "من أجل 150 درهم لقيت 15 إمرأة حتفها في الصويرة.. هل هناك أكثر من هذا القهر والحكرة!!". كما تفاعل رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني بدوره مع الحادث، وتقدم بتعازيه لأسر الضحايا، مردفًا في تغريدة له أن الجميع مدعو لتحمل المسؤولية لتجنب تكرار مثل هذه المأساة". وكان الملك محمد السادس قد أصدر تعليماته بـ"تقديم الدعم والمساعدة الضرورية لعائلات الضحايا وللمصابين"، كما قرّر "التكفّل شخصيا بلوازم دفن الضحايا ومآتم عزائهم وبتكاليف علاج المصابين"، وفق ما نقله بلاغ لوزارة الداخلية المغربية. وأفاد المصدر ذاته أن الوزارة فتحت تحقيقا والأمر ذاته قامت به النيابة العامة. إ.ع/ ا.ف
مشاركة :