اسطنبول - قالت وكالة دوغان التركية للأنباء إن السلطات التركية أصدرت الاثنين أوامر اعتقال بحق 107 مدرسين للاشتباه في صلاتهم برجل دين مقيم بالولايات المتحدة تقول أنقرة أنه وراء محاولة الانقلاب التي وقعت العام الماضي. وقالت الوكالة إن الشرطة اعتقلت 51 مدرسا في أنقرة بعد أن أصدر ممثل الادعاء المحلي أوامر الاعتقال وأضافت أن العمليات مستمرة لاعتقال الباقين. وكان قد جرى في وقت سابق وقف المدرسين عن العمل في إطار حملة مستمرة أعقبت الانقلاب الفاشل في يوليو تموز عام 2016. وتلقي تركيا بالمسؤولية على فتح الله غولن رجل الدين المقيم في ولاية بنسلفانيا منذ عام 1999 في تدبير محاولة الانقلاب، وهو ما نفاه غولن وشجب المحاولة. وسجنت السلطات التركية أكثر من 50 ألف شخص انتظارا لمحاكمتهم في إطار الحملة وعزلت أو أوقفت عن العمل نحو 150 ألف شخص منهم عسكريون ومدرسون وموظفون حكوميون. وترفض الحكومة مخاوف جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان بشأن الحملة قائلة إن عملية التطهير هذه مطلوبة لتحييد التهديد الذي تمثله شبكة غولن التي تقول إنها تسللت إلى القضاء والجيش والمدارس وغيرها من المؤسسات. وأسفرت محاولة الانقلاب عن سقوط حوالي 250 قتيلا إضافة إلى الانقلابيين، وآلاف الجرحى، في مواجهات وقعت ليل 15 إلى 16 تموز يوليو 2016. ودشنت تركيا أوسع حملة تطهير على اثر المحاولة الانقلابية باعتقال آلاف العسكريين والموظفين من مختلف القطاعات. وأثارت حملة التطهير انتقادات غربية بسبب الأساليب القمعية والاعتقالات العشوائية وسط مخاوف من استغلال أردوغان لمحاولة الانقلاب الفاشلة لتصفية خصومه السياسيين. ورد الرئيس التركي على الانتقادات الغربية بأعنف الهجمات، متهما أوروبا بتوفير ملاذات آمنة للإرهابيين. وطالبت أوروبا أنقرة بمراجعة قانون الإرهاب وهو ما رفضته تركيا، فيما شهدت العلاقات التركية الأوروبية أزمة سرعان ما اتسعت مع رفض دول أوروبية من بينها ألمانيا إلقاء وزراء أتراك خطابات أمام الجالية التركية ضمن حملة دعائية سابقة لاستفتاء لتوسيع صلاحيات الرئيس التركي. واستغل أردوغان حالة الطوارئ التي أعلنها على إثر المحاولة الانقلابية لتضييق الخناق على خصومه السياسيين والأكاديميين. واعتقلت السلطات في الأشهر القليلة الماضية العشرات بتهمة الارتباط بجماعات إرهابية.
مشاركة :