يجمع الخبراء والباحثون على أن الابتكار ليس مقتصراً على الأعمال والمشاريع والمنتجات الهادفة للربح، ويرون أن قيمتها تصبح أكبر من خلال مبادرات الابتكار الاجتماعي عبر المسؤولية الاجتماعية للشركات؛ وهو ما قد تغفله بعض المنشآت عندما لا تقوم بدراسة احتياجات عملائها، أو المستفيدين منها، أو احتياجات المجتمع المحيط بها. وللمسؤولية المجتمعية علاقة وثيقة بالابتكار، لاسيما وأن تأثيرها على المجتمع أكثر وقعًا؛ وبالتالي سيكون للمنشآت التي تقدم منتجات مبدعة ومتميزة، دور هام في حياة المجتمع. من هذا المنطلق ناقش طلبة برنامج دكتوراه إدارة الابتكار في جامعة الخليج موضوع المسؤولية الاجتماعية للشركات والابتكار الاجتماعي مع مجموعة من المتخصصين في هذا المجال، حيث أقام برنامج الدكتوراه في إدارة الابتكار بجامعة الخليج العربي سلسلة ندوات لطلبة السنة الدراسية الثانية، بمشاركة رئيس جمعية البحرين للجودة الدكتور خالد بومطيع ، و مدير إدارة المعلومات المالية في وزارة المالية الأستاذ أحمد بوهزاع للحديث حول الموضوع.وبين رئيس برنامج الابتكار وإدارة التقنية الأستاذ الدكتور عودة الجيوسي إن برنامج الدكتوراه في الابتكار يحتوي على مجموعة من الحزم الدراسية التي تتناول في كل شهر موضوعاً من المواضيع المعاصرة في إدارة الابتكار حيث قدمنا في هذه الحزمة نظريات الابتكار الاجتماعي، وحرصنا على ربط النظريات بالتطبيق عبر تقديم دراسات عملية تعكس واقع الابتكار في دول مجلس التعاون وللتعرف على أفضل الممارسات في الابتكار على الصعيد الوطني والمؤسسي. إلى ذلك أستعرض رئيس جمعية البحرين للجودة الدكتور خالد بومطيع دور المسؤولية الاجتماعية للشركات والابتكار الاجتماعي. وقال إنَّ عملية توليد واختبار وتعميم الفكرة تمر عبر مرحلة من فهم عميق لحاجات المجتمع وعن أفضل السبل لاستثمار المعرفة المحلية والتقنية والخبرات المجتمعية من أجل توفير خدمة للمجتمع. وتابع الدكتور بومطيع، أن الابتكار الاجتماعي يتطلب رواد أعمال ومبادرين للتصدي للتحديات الإنسانية مثل: التعليم والصحة والعمل الاجتماعي. لافتاً إلى أن الدور الهام للمسؤولية الاجتماعية للشركات مثل ألبا وبابكو وجبيك يتمثل في تطويع التقنيات المختلفة ومنصات التواصل الاجتماعي من أجل توفير خدمات جديدة من أجل الصالح العام، والقدرة على اقناع وتغيير نسق التفكير والتصور حول القضايا المجتمعية الحيوية التي تهم المجتمع الانساني.وفي جانب متصل، قدم مدير إدارة المعلومات المالية في وزارة المالية الأستاذ أحمد بوهزاع عرضاً حول أهمية التفكير التصميمي في الابتكار المؤسسي. موضحاً أن أهمية الابتكار الاجتماعي والقيمة المضافة تكمن في تطوير الأفكار الجديدة من أجل تلبية احتياجات مجتمعية متنوعة مثل التجارة المنصفة والتعليم عن بعد، والصحة العامة، وحماية البيئة، والتمويل المبتكر، ورعاية المسنين، والعمل الاجتماعي.وأضاف بوهزاع، ان دور الابتكار الاجتماعي يتعزز من خلال التشبيك بين القطاع العام والخاص والمجتمع المدني، عبر المبادرات العامة الهادفة للتقدم والرفاه من أجل بناء منظومة متكاملة للابتكار الاجتماعي، بحيث تربط بين عالم الافكار وعالم الأشخاص والمؤسسات والتقنيات، وهذا الدور يبرز جلياً في ظل وسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات التي لها أثر في التحولات الاجتماعية عبر العالم.وخلال حديثه تطرق الأستاذ أحمد بوهزاع إلى تجارب جامعة ستانفورد في التفكير التصميمي لحل المشكلات، الذي يقصد به تحديد المشكلة بناء على فهم طبيعة المستخدم، والاستماع لرأيه في تطوير الحلول. حيث يقوم النموذج بتحديد المشكلة ثم عمل نمذجة حاسوبية لها ومحاكاتها افتراضيا مع الواقع لتحديد المشكلة ووضع الحلول الأفضل.يشار إلى الحزمة الدراسية للابتكار الاجتماعي تتناول نظريات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتجارب العالمية على صعيد الابتكار الاجتماعي، ودور الجامعات في خدمة الابتكار الاجتماعي، ودور المجتمع المدني في تطوير نماذج للابتكار الاجتماعي على وجه الخصوص في مجالات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية. حيث يسهم الابتكار الاجتماعي في تعزيز الشراكات ما بين القطاعات المختلفة وبناء علاقة مؤسسية بين القطاعات المختلفة في المجتمع.
مشاركة :